في الدين الإسلامي، تعتبر العبادات توقيفةً؛ مما يعني أنها تُؤدى فقط وفق الشريعة الإسلامية التي كشفها الله سبحانه وتعالى لنا عبر القرآن الكريم والسنة النبوية. ولذلك، يجب علينا تقليد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآثار الصحابة رضوان الله عليهم عند تأدية الشعائر الدينية.
وقد انتشر بين بعض المسلمين مؤخرًا نوع جديد من السجود يُطلق عليه "السجود المفرد". هذا النوع من السجود يتميز بأن الشخص يقوم بسجوده متى يشاء، مستخدماً أدعية خاصة أثناء السجود. ومع ذلك، فإن هذه العبادة ليست جزءًا من العقيدة الإسلامية كما وردت في الكتاب والسنة.
الإسلام يحظر أي ابتكار أو إضافة لعقائده، لأن أساس الدين يعتمد على الاتباع الصحيح للشريعة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل بدعة ضلالة"، وهذا يشمل جميع الأعمال التي لم تؤيدها النصوص الشرعية. حتى ولو كانت نوايا هؤلاء الذين يمارسون هذا النوع الجديد من السجود حسنة وتهدف إلى التقرب إلى الله، إلا أنها تبقى بدعة ومحرِمة حسب الحديث السابق.
كما يقارن الفقهاء بين هذا الوضع وبين الركوع المتفرّد الذي يعد أيضًا محرمًا بالإجماع بين علماء المسلمين بسبب عدم وجود سند شرعي له. بالإضافة لذلك، فإن علماء مثل شيخ الإسلام ابن تيمية وابن الحاج قد شددا على ضرورة الالتزام بالعقائد والمعاملات كما جاءت في القرآن والسنة حصريًا، حيث أن أي تعديل أو ابتكار يمكن اعتباره تجاوزًا على حدود الله ودليلاً واضحًا على الضلال.
ومن الجدير بالذكر هنا أن الشيطان يتلاعب بحقيقة العبادات الموحدة لتشتيت الانتباه عن الطرق الرئيسية للتواصل الروحي مع الله عز وجل. وبالتالي، يعتبر الكثيرون من أهل العلم والمختصين أن السجود المفرد ليس طريقًا صالحًا لتحقيق القرب من الرب جل وعلا، ولكنه خطوة نحو الانحراف بعيدا عن الطريق المستقيم المرسوم للأمة المحمدية.
وفي نهاية المطاف، فإن مفتاح التقرب إلى الرب يكمن في اتباع تعليماته الخاصة والتقاليد الراسخة لنبيه الأمين صلى الله عليه وسلم.