الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
تعاني الأخت السائلة من وضع صعب حيث يرغب زوجها بشراء منزل عبر نظام القروض الربوية رغم زيادة دخلهم مؤخرا. إنها تشعر بالحيرة فيما يتعلق باتخاذ القرار المناسب. بناءً على فتاوى علماء الدين، يجب التأكيد على أن شراء البيت باستخدام الأموال المستمدة عبر عمليات ربوية ليس جائزا حسب أغلب المدارس الفقهية الإسلامية. حتى وإن كانت المعاملة تحدث خارج الدول ذات الغالبية المسلمة، لا تزال حرمة الربا ثابتة.
يجيز بعض الفقهاء تناول الربا من الكفار الحروب فقط لأن ممتلكاتهم تعتبر مباحة ويمكن الاستيلاء عليها بدون جريمة شرعية. ومع ذلك، لا يُسمح للمسلمين بإعطاء الربا لأحد، بما في ذلك الكفار. لذلك، فإنه من الخطأ الفتوى بالسماح بتقديم الربا بموجب هذا التفكير القانوني. لقد ورد التحذير الواضح بشأن الربا في القرآن الكريم نفسه، والذي يحذر منه بشكل واضح ويعتبر أمره مثل إعلان الحرب ضد الله ورسوله. الآيات التالية توضح الأمر جيداً: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين" [البقرة: 278].
ومن المهم أيضاً فهم أن الإثم سوف يقع على الزوج بسبب قراراته المتعلقة بالربا بينما لن تضطري أنت للإثم طالما كنت رافضة لهذا النوع من المعاملات. لذلك، ربما يمكنك النظر في استخدام حيل ذكية لإبعاد زوجك عن هذا الطريق المحرم. مثلاً، يمكنك التظاهر بأنك ترغبين في شراء منزل كبير وباهظ الثمن مما سيجعله يفكر مرة أخرى فيما يستطيع تحمل تكاليفه بالفعل وبالتالي الرجوع للحلول الأكثر شرعية وأقل كلفة.
في النهاية، ندعو لكما بالتوجيه والتيسير والتوقف عن طرق الربح المشبوهة نحو طريق الخير والفلاح. قد يبدو المنزل الضخم مغرياً ولكنه بلا شك أقل سعادة وصحة روحية بالمقارنة مع حياة عيش مستقر وخالي من الذنوب والمعاصي.