الحمد لله، عندما نؤدي الصلاة ونحن بعيدون عن الكعبة المشرفة، ليس مطلوباً منّا أن نتوجه بدقة نحو "عين" الكعبة. المهم هو اتجاهنا نحو الجهة العامة للقِبلة. ولكن هناك بعض النقاط الهامة يجب الانتباه إليها:
إذا كنت قد بذلت جهداً كافياً للتحقق من الاتجاه الصحيح للقِبلة واستقبلتها بشكل صحيح بناءً على معلومات موثوق بها، مثل استخدام علامات معروفة أو آلية تساعد على تحديد القِبلة، فلست بحاجة لإعادة الصلاة حتى لو ثبت فيما بعد أن وجهتك كانت خاطئة قليلاً. وهذا لأن الشريعة الإسلامية تُرحم المؤمن وتطلب منه الاجتهاد فقط.
ومع ذلك، إذا شعرت بأنك ابتعدت كثيراً عن الجهة العامة للقِبلة -إلى درجة أنها ليست خلفك تماماً- وكان هذا بسبب عدم التحري الكافي أو عدم اتباع مساعدة موثوقة لتحديد القِبلة، هنا عليك بإعادة الصلاة. السبب هو أن تركيز الإسلام واضح في ضرورة احترام سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أمر بتوجيه المسلم نفسه نحو القِبلة خلال الصلاة.
في النهاية، مفتاح فهم هذه القضية يأتي من الدعوة القرآنية للاستسلام والإخلاص قدر المستطاع ("فاتقوا الله ما استطعتم"). بالتالي، مع وجود نية صادقة وحاول صادق لتحقيق الظروف المثالية لصلاة كريمة، لن تحتاج لأكثر منها لإتمام عمل ديني صالح أمام الخالق سبحانه وتعالى.