- صاحب المنشور: نادر اللمتوني
ملخص النقاش:لقد غيرت الثورة التكنولوجية المعطى الأساسي للتعليم بطرق عميقة ومختلفة. لم تعد الفصول الدراسية التقليدية هي الإطار الوحيد الذي يتم فيه نقل المعرفة؛ حيث سمحت الوسائل الرقمية بتوسيع نطاق التعلم إلى أبعد مما كان متخيلاً سابقاً. هذا التحول الجذري نحو التعلم الإلكتروني أدى إلى مجموعة جديدة من المهارات التي بات الطلاب والمدرسين بحاجة إليها للتكيف مع هذه البيئة المتغيرة.
تنوع الفرص التعليمية
أصبح بإمكان الطلاب الوصول إلى موارد تعليمية غنية ومتنوعة عبر الإنترنت. يوفر موقع "Coursera" مثلاً دورات جامعية مجانية من أفضل الجامعات حول العالم مثل جامعة هارفارد وجامعة كاليفورنيا بيركلي. كما توفر منصة "Khan Academy" دروس فيديو مجانية تغطي موضوعات مختلفة بدءًا من الرياضيات والعلوم حتى التاريخ والفلسفة. بالإضافة إلى ذلك, تتيح التطبيقات التعليمية للأطفال الصغار تعلم مهارات القراءة والحساب بأسلوب جذاب وملون مما يعزز الفهم والاستبصار. ولكن مع كل تلك الفوائد, ينبغي أيضاً النظر بعناية فيما يتعلق بجودة المحتوى والتقييم الذاتي لضمان تحقيق الاستفادة القصوى من هذه المساحة الواسعة للمعلومات.
مهارات مستقبلية ضرورية
مع ظهور العصر الجديد، أصبح هناك طلب متزايد على نوع مختلف من المهارات. فبدلاً من التركيز الكلاسيكي على الحفظ وفهم المفاهيم الجافة، أصبح يُشكل فهم كيفية استخدام الأدوات التكنولوجية وأنظمة المعلومات جانبًا حيوياً. إن القدرة على البرمجة واستخدام البيانات وتحليلها وإتقان أساسيات الآلات الذكية قد تصبح عاملا فاصل بين المنخرطين في السوق العمالي وبين الباقين خارج دائرة العمل. كذلك فإن العمل ضمن فرق افتراضية - وهو الوضع الطبيعي الجديد للعمل العالمي – يشجع تطوير مهارات التواصل والتفاوض الافتراضيين، الأمر الذي يعد تحديًا خاصا خاصة عند العمل مع أشخاص ذوي خلفيات ثقافية متنوعة.
دور الأستاذ والتعلم العكسي
في ظل بيئة التدريس الجديدة، تتغير أيضا دور المعلّم. بينما كانت المهمة الرئيسية تتمثل في تقديم المحاضرات وتوجيه الامتحانات، الآن يجب عليه أيضًا أن يقوم بدور المدرب الشخصي أو المشرف الأكاديمي. يمكن لهذا الدور الجديد أن يساعد الطالب على تحديد نقاط القوة والضعف لديه ومن ثم توجيه جهوده وفقًا لذلك. وفي الوقت نفسه، يستفيد المعلم من فرصة استثمار وقته وجهده لإعداد مواد تعليمية أكثر جاذبية باستخدام تقنيات الفيديو والصوت والنصوص المتداخلة لتوفير تجارب تعليمية فريدة لكل طالب حسب احتياجه الخاص. وهذا النهج يعرف عادة بالتعلم العكسي (Flipped Classroom).
هذه المعايير الجديدة ستؤثر بلا شك على طريقة تفكيرنا بشأن ماهية العملية التعليمية وكيف نتوقع منها تلبية الاحتياجات المستقبلية لأجيالنا الشابة. إنها فترة متحولة مليئة بالإمكانيات ولكنه أيضا محفوف بالتحديات والتي تستدعي مواجهة الواقع وتكييف النظام مع الحقائق الجديدة قدر الإمكان للحفاظ على جودة التعليم وتعزيز فرص نجاح طلاب اليوم وغداً.