الحمد لله نبارك لك هذا الالتزام الجديد الذي بدأته منذ عدّة سنين؛ حيث اتجهت قلبا وقالبا باتجاه طريق الحق المطلق. هذا الطريق مليء بالنور والإرشاد، وهو أمر يستحق الثناء حقا. قد تكون قد لاحظت زيادة في خيرات الحياة - سواء كانت مادّية أو معنويّة - وذلك نتيجة لأعمالك الصالحة والتزامك بطريق التقوى. ليس هناك أي خطأ في اعتقادك بأن هذه المكاسب مرتبطة بممارستك الدينية؛ إذ يؤكد القرآن الكريم نفسه على ارتباط التقوى بسعادة الحياة الدنيوية والأخروية معا.
في حين يجب دائما مراقبة نوايا القلب أثناء القيام بالأفعال الصالحة، فقد ذكر علماء الدين مثل ابن القيم وابن عثيمين أن عدم وجود الانانية أو الرياء لا يعني صبغ كل عمل صالح بنقاء كامل. يمكن قبول النيات المتعددة بما فيها البحث عن الراحة الدنيوية عند تنفيذ الأوامر الدينية. ومع ذلك، ينصح أيضا باحتفاظ الولاء الكامل لله عز وجل كهدف رئيسي للأعمال الخيرية لتجنب الوقوع تحت تأثير الشكوك التي ربما تؤدي للشعور بالنفور والخجل الذاتي بشكل غير ضروري.
أتمنى أن يشعرك هذا البيان بالإيجابية والثبات فيما تبقى من رحلتك الروحية المباركة!