الحمد لله، لقد عبرت عن قوة إيمانك بالتزامك بترك الفواحش والحرام والقسم بذلك أمام الله عز وجل. هذا دليل واضح على وجود نور الإيمان في قلبك. نسأل الله أن يعزز هذا الشعور لديك وأن يحفظك من الانزلاق نحو المعاصي مستقبلاً.
بالحديث عن قضيتك الخاصة، عندما تقوم بتكرير القسم حول نفس الشيء عدة مرات ولكن مع نية انفصال كل قسم عن الآخر، يجب الأخذ بعين الاعتبار حكم الشريعة الإسلامية. وفقاً للدكتور عبد العزيز بن باز -رحمه الله-، إذا كنت قد ظلت على حالك وعدت للقسم نفسه مرة أخرى دون رد فعلك السابق، فالحد الأدنى من الكفارات اللازمة هو واحدة فقط. هذه الكفارة تتضمن إطعام عشرة فقراء نصف كيلوجرام من الطعام الأكثر شيوعًا في مجتمعك، أو تغطيتهم بما يكفي لصلاة الجمعة، أو تحرير رقبة بشرط عدم القدرة المالية لذلك. وفي حالة عدم توفر أي من الخيارات الثلاثة، يمكن صيام ثلاثة أيام بدلاً عنها.
أما بالنسبة لسؤالك حول وضع شخص متوفى أو شهيد، فقد أوضح عالم الإسلام أبو زكريا النووي أن كلمة "الدين" المستخدمة في الحديث النبوي بشأن المغفرة للشهداء تشمل جميع ديون البشر وليس مجرد الدين التقليدي للمعاملات التجارية. وهذا يعني أن الأعمال الصالحة مثل الغزو والجهاد لن تعوض عن حقوق الإنسان الأخرى حتى بعد الموت. وبالتالي، إذا كانت هناك كفارة أو دين غير مدفوع بحق البشر وقت وفاته، فسيتم دفعها من التركة قبل أي عملية قسمة لها.
ختاماً، نحن نشجعكم بشدة على الاستمرار في طريق الاستقامة والاستشارة الدائمة مع علماء الدين لفهم أفضل واحتساب أفضل للأعمال المحتملة. بارك الله في جهودكم ومبادرتكم للتوبة والتغيير نحو الأفضل.