في سؤالك، تشعر بالقلق بشأن طلبات غير عادية ومخيفة قدمتها لك خطيبتك المقبلة على الزواج. يجب أن نتذكر أن الإسلام يشجع على الاحترام المتبادل والتواصل المفتوح بين الزوجين. ومع ذلك، يبدو أن هناك سوء فهم عميق فيما يتعلق بما يشمله الزواج بشكل صحيح.
أولاً وقبل كل شيء، الإسلام كرس أساساً للعلاقات القائمة على الحب والمودة والرحمة. يقول القرآن الكريم: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة". (الروم:21). هذا يعني أنه من الواجب عليك وعلى زوجتك المستقبلية بناء علاقة مبنية على الفهم المتبادل والحب والإحترام المتبادلين.
ثانياً، أنت تقول إن زوجتك المحتملة تعاني من الاكتئاب منذ عشر سنوات بدون تحسن واضح. هذا أمر محزن ويتطلب التعامل برفق وحكمة. الضغط النفسي والاستغلال الجنسي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم هذه الحالة الصحية بالفعل. بدلاً من إرضائها بطلباتها التي تبدو مضرة وغير صحية، دعنا نركز على تقديم الرعاية والدعم الذي تحتاجه. ربما يكون التواصل مع متخصص صحي نفسي خياراً جيداً لمساعدتها في التغلب على تحدياتها.
ثالثاً، بالنسبة لوضعيتك الأخلاقية والقانونية، ضرب شخص آخر أو إيذائه جسمانياً أو نفسياً أمر غير مقبول أبداً بغض النظر عن الظروف. كذلك، استخدام ألفاظ مهينة واستخدام عبارات تجلد شخصية المرء هي أعمال محرمة في الإسلام والتي تخالف قيم الرحمة واحترام الآخرين. الهدف من الحياة الزوجية هو تحقيق الراحة والسعادة لكل طرف وليس الألم والمعاناة.
ختاماً، تأكد دائماً من أن تصرفاتك تتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف. إذا كانت لديك مخاوف حول مستقبل حياتك المشتركة بسبب اختلافاتهما الروحية والعاطفية العميقة، فقد يكون الخطوة الأكثر حكمة البحث عن مشورة متخصصة قبل اتخاذ القرار النهائي بتأسيس حياة مشتركة رسمية.
تذكر دائماً بأن الزواج عقد مقدس يستند إلى المحبة والفهم والصبر المتبادلين.