الصلاة أثناء المرض والعجز: توجيهات شرعية لمساعدة المصلي المقعد والحركي بشكل خاص

الحمد لله رب العالمين. بالنسبة إلى الأخ الكريم الذي يعاني من حالة مرضية تمنعه من الحركة وبالتالي يؤثر على أدائه للوضوء والتيمم واستقبال القبلة خلال صل

الحمد لله رب العالمين. بالنسبة إلى الأخ الكريم الذي يعاني من حالة مرضية تمنعه من الحركة وبالتالي يؤثر على أدائه للوضوء والتيمم واستقبال القبلة خلال صلاته، إليكم هذه الفتوى بشرح مبسط:

إن الله عز وجل وضع الأحكام الشرعية بما يتناسب مع قدرة الإنسان وظروفه الخاصة. وفي حالتكم حيث تعذر عليكم الوضوء أو التيمم بسبب العجز الجسدي، فإن الأمر يسير للغاية وفق الشريعة الإسلامية. أولاً، إذا لم تتمكنوا من الوصول للتراب لإجراء عملية التيمم التقليدية، يمكن استخدام أي سطح نظيف وطاهر مثل الجدران عند توفر الغبار عليها، أو حمل مقدار صغير من التربة النظيفة معكم للاستخدام حين الحاجة. بالنسبة لمن هم في فراش المرض ويجدون صعوبة في التحرك، يكفي التيمم باستخدام فرشتهم نفسها إن كانت تحتوي على تراب.

أما بشأن اتجاه القبلة والاستقبال لها أثناء الصلاة، فلابد أنه في ظل ظروفكم الصحية الحرجة أنتم مؤهلون لذلك التعذر أيضاً. فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول "صل قائماً"، ومع ذلك يأذن بصلاة الجالس والمعوج وغير القادر جسمانياً بطريقة تناسب حالته، وذلك بناءً على قوله سبحانه وتعالى "ورحمته عليهم". لذا، لو صادفت صلاة الفجر وفقدتم القدرة على التيمم أو الاتجاه نحو الكعبة المشرفة لسبب خارج عن سيطرتكم، لاتباع سنة الرسول المطهرة من خلال imagining نفسك تتيمم واتجه نحو القبلة مخيلاً بذلك لنفسك؛ أمرٌ غير مطلوب شرعاً. المهم هو نيّتك الصادقة وأداؤك للعبادات ضمن حدود قدراتك البدنية الظرفية التي تمر بها.

وفي النهاية، تنصح اللجنة الدائمة للإفتاء بأن يكون لديك الرغبة الأكيدة والسعي للحصول على مساعدة خارجية لتسهيل إجراءات طهارتك وحركات صلاتك عندما تكون متاحة لك. وهذا يبقى واجباً دينياً عليك وليس مجرد رفاهيات اختيارية. إذا تركت هذه المساعدات دون محاولة الحصول إليها رغم امكانيتها، ستكون مسؤوليتك أمام الله أكبر فيما يتعلق بإتقان واجبات عبادة الإسلام الرئيسية وهي الصلاة.

نسأل الله عز وجل الصحة والعافية لكل مسلم ولكافة المسلمين.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog posts

Comments