في أعماق قلب أفريقيا يقع نهر النيل العظيم الذي يعد شريان الحياة لأقدم الحضارات الإنسانية المعروفة - حضارة وادي النيل. هذه المنطقة التي تتمركز حول مصر حاليًا، شهدت تطور أول مجتمعات مستقرة منذ حوالي 6000 سنة قبل الميلاد خلال فترة ما قبل التاريخ المصرية. تتميز هذه الفترة بظهور الزراعة المستدامة وتطوير نظام الري المتقدم، مما مهد الطريق لتكوين المجتمعات المبكرة مثل ثقافة أمرادين وقانونتايا وماقبل الدينستية الأولى.
خلال القرن الثامن عشر قبل الميلاد تقريبًا، بدأت الدولة الموحدة تحت حكم الفراعنة مع بنائهم للأهرامات الشهيرة والمعابد الرائعة الأخرى. كان الفرعون خوفو مؤسس الأسرة الرابعة والذي قام ببناء هرم الجيزة الكبير كجزء من مدينة الموتى الغامضة في سقارة. كانت هناك طبقة متميزة للغاية تمثل الحكام والقادة الدينيين، بينما عمل معظم الشعب كمزارعين وصناع حرفيين وحرفيين متنوعين يؤمنون بالعديد من الآلهة والملائكة والأرواح.
وقد ساهم موقع مصر الاستراتيجي عند مصب النيل بين الصحاري والحاجز الطبيعي للبحر الأحمر والسودان في حماية البلاد من غزو القوى الخارجية حتى ظهور قوة فارسية وإسكندر المقدوني لاحقا. أدى ازدهار التجارة البحرية عبر البحر الأبيض المتوسط والشحن الداخلي والنقل البرّي أيضًا إلى نشر تأثير الثقافة المصرية خارج حدود الوطن الأم واحتضان ممارسات جديدة بما فيها عبادة الإله آمون رع وإدخال بعض الأفكار اليونانية الرومانية.
وبالنسبة للمعلومات المكتوبة فقد ترك المصرييون القدماء لنا مجموعة كبيرة ومتنوعة من الوثائق النصوصية والتي تشمل ممالك قديمة ومعاصرة مختلفة؛ بدءاً بالنصوص الصخرية وغير المكتوبة وكذلك الكتب الدينية والفلسفية والشعر الشعبي بالإضافة إلى العديد من الرسائل الخاصة بالأعمال الحكومية والقوانين والعادات والعقائد وكل ذلك بدون استخدام أي شكل من أشكال الحروف الأبجدية التقليدية (العربية). وقد ساعد فهمنا لهذه الأعمال بشكل كبير علماء الآثار والمؤرخين لفك غموض حياة تلك الحقبة المهمة جدًا بالنسبة للتاريخ البشري جمعاء.