الحكم الشرعي واضح: العمل في البنوك الربوية محرم. قد يعتقد البعض أن مجرد القيام بمهام غير مباشرة مثل الحراسة أو النظافة في بنك ربوي لا يشكل مشاركة في الفعل المحرم، ولكن الواقع خلاف ذلك.
وفقاً لحديث نبوي صحيح رواه مسلم (1598)، فإن "رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا، ومؤكله، وكاتبه، وشاهديه... وهم سواء". وهذا يعني أن كل من يساعد بطريقة أو بأخرى في التعامل بالربا ملعون وطرد من رحمة الله.
العمل في أي قسم من الأقسام داخل البنوك الربوية يعتبر مساعدة لهم لإدارة عملهم الحرام، والذي يعد خيانة لواجباتنا كمسلمين ونصوص القرآن الكريم والسنة النبوية. يقول تعالى في سورة المائدة الآية الثانية: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
ليس هنالك استثناءات في أقسام معينة في البنك الربوي حسب الفتاوى المستندة إلى النصوص الشرعية. حتى لو كنت تقوم بمهام تعتبر "غير ربوية"، إلا أنها لا تزال تقدم خدمة لبقية العاملين الذين يقومون بالفعل بربايًا. لذلك، يُحذر المسلمين بشدة من الانخراط في هذه الأنواع من الوظائف.
أما بالنسبة للتدريب في البنك الربوي، فهو أيضاً ممنوع نظراً لأن هذا النوع من الخبرة يتطلب كتابياً أو شهادياً على العمليات المالية المحرمة. وينطبق ذات التحذير هنا بشأن الحصول على مكاسب مالية نتيجة لهذه الأعمال المخالفة للشريعة الإسلامية. يجب صرف تلك المكاسب بشكل صالح كالصدقات للفقراء والمحتاجين.
ختاماً، السلام الداخلي والعيش بحسب الضمير الإسلامي هما أهم بكثير من مكاسب زائلة تأتي عبر طرق مخالفة للشريعة الإسلامية. نسأل الله الهداية لكل مسلم لاتباع الطريق الحق وتجنّب طريق الظلمات.
