النوم جزء أساسي من حياة الإنسان، وليس مجرد فترة راحة بين النشاطات اليومية. إنه نظام معقد يشارك في العديد من الوظائف الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر وعميق على صحتنا العامة وسلوكنا وعواطفنا. ستتناول هذه المدونة موضوع النوم وتفحص مختلف جوانبه مثل دورته البيولوجية، العلاقة بين النظام الغذائي والصحة أثناء النوم، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية للراحة الكافية.
دورة نوم الانسان: تتميز دورة النوم البشرية بدورتين رئيسيتين: حركة العين السريعة (REM) والفترة غير REM. تحدث خلال الدورة الأولى رؤية الأحلام بينما تشمل الثانية مراحل أخذ القيلولة العميق. تتراوح مدة كل مرحلة من حوالي 90 دقيقة وقد تتكرر عدة مرات طوال الليل الواحد حسب طول الفترة الزمنية الإجماليّة للنوم. قد يختلف عدد ومراحل دورات النوم بناءً على عمر الشخص والحالة البدنية والعوامل الأخرى.
العلاقة بين الغذاء ونوعية النوم: هناك علاقة واضحة بين تناول الطعام قبل الذهاب إلى الفراش وبين نوعية نوم المرء. الأطعمة الغنية بالسكر والأطعمة المحتوية على نسبة عالية من الدهون يمكن أن تتسبب في اضطراب الدورة الطبيعية لنومك بسبب زيادة مستوى هرمون الإنسولين. كذلك فإن بعض المركبات الموجودة في الشوكولاتة والكافيين والشاي الأخضر لها تأثير محفّز ويحتمل أنها تزعزع عملية الاسترخاء اللازمة للدخول في حالة النوم العميق.
تأثيرات الصحة النفسية المرتبطة بالنوم: يؤثر النوم بطرق عديدة على حالتنا الجسدية والعقلية. قلة النوم المنتظمة يمكن أن تزيد خطر الاكتئاب والقلق وتعوق قدرتك على اتخاذ القرار والحفاظ على التركيز. عكس ذلك صحيح أيضًا؛ عندما تحصل على كميات كافية من الراحة، تستعيد جسمك عقلك توازنهما مما يساعد في تخفيف الضغط وتحسين مزاجك العام وصحتك العاطفية.
في الختام، يعد فهم أهمية وفوائد النوم خطوة حيوية نحو تحقيق رفاهيتك الشخصية والاستمتاع بحياة صحية. إن إدارة روتين يومك بما يشمل جدولًا زمنيًا ثابتًا لتناول الطعام ولوقت نومي وكذلك اختيار طعام صحي ضمن وجبتك المسائية الأخيرة سيضمن لك الحصول على أفضل فرصة للاستمتاع بجلسات نوم مريحة ومجددة.