الرهن مفهوم اقتصادي قديم اكتسب أهمية خاصة في الفقه الإسلامي باعتباره وسيلة ضامنة لحماية حقوق الدائن وتحقيق العدالة بين الأطراف المتعاقدة. يعتبر الرهن أحد العقود الشرعية التي تضمن الحقوق المالية للمقرضين وتتيح لهم الحصول على ضمانات مادية مقابل قيام المدين بإعادة القرض. وفي هذا السياق، سنتناول في هذا المقال تعريف الرهن وأنواعه وأركانه في الشريعة الإسلامية، بالإضافة إلى الأحكام المرتبطة بها ومدى توافقها مع المبادئ والقيم الأخلاقية للإسلام.

تعريف الرهن في الفقه الإسلامي: يمكن وصف الرهن بأنه حق الملكية المؤقت الذي ينتقل من المدين إلى الدائن نتيجة اتفاق الطرفين، حيث يتم تقديم عقار أو ممتلكات أخرى كضمان للقرض المقترَض حتى يُسْدد الدين كاملاً. ويُعرّف البروفيسور محمد أبو زهرة الرهن بأنه "انتقال ملكية الشيء المقترَض بأجل مؤقت لصالح الدائن لتكون مضموناً لدينه". وهنا تكمن فائدة الرهن الكبيرة؛ فهو يحمي مصالح جميع الأطراف المعنية بالعقود التجارية والمالية.

أنواع الرِهَن وفق الشريعة الإسلامية:

1. رهن المنقول: وهو الأكثر شيوعًا ويتضمن رهناً لأشياء غير ثابتة مثل النقود والعقارات الشخصية والأوراق المالية وغيرها مما يجيز تفريقه واستيعابه بدون تغيير شكل وجودته.
2. رهن المثمَن الثابت: يشمل هذه الحالة رهناً للعقارات الثابتة كالبيوت والمحلات التجارية والمزارع الخاضعة للتملك الخاص بشرط موافقة صاحب العقار الأصلية عليه وبشرط عدم تعارض القرض مع أي أحكام شرعية محظورة.

أركان عقد الرهن حسب الفقهاء:

يشترط لعقد الرهن وجود ثلاثة عناصر أساسية وهي العاقدون (الدائن والمدين) والشيء المرتهن واتفاقهما بالتراضي بشأن الانتقال المؤقت لملكيتها للدائن أثناء مدة سداد القرض ثم عودتها إليه لاحقاً عند تسديد الدين تماماً. كما يستلزم أيضاً قبول كل طرف للأخرى كي يكون الاتفاق صحيحاً بحسب نظام التعامل التجاري والفقه الإسلامي الذي يسمح بتبادل المنافع المشروعة ضمن إطار الحدود القانونية والدينية المعروفة.

الأحكام المصاحبة للرهن: تتعدد مسائل متعلِّقة بعملية الرهن وتحديد مدد صلاحيتها وحالات استحقاق العين المغتصوبة والتي تتمثل فيما يلي:

• تحديد فترة حيازة الشيء المرتهن لدى الطرف الثاني بصفته دائناً لها فقط لفترة اقراض المال وليس أكثر منها خلاف ذلك لن تكون هناك حاجة لهكذا نوع من الضمانات.
• تشدد بعض الفتاوى الدينية لمنع تأجير الأموال باستخدام مسالك غير مباشرة بنسبة أعلى من سعر الفائدة الحقيقي وذلك تخوفاً من تحويل حقيقة الأمر لعمل ربوي مخالف للشريعة الإسلامية رغم ظاهره اتباع قوانين الاستثمار المعتادة حالياً.
• تسميد الأرض المحكومة دينيا بديون المستثمرين فيها منذ القدم ومراعات حكم الإرث عليها بعد موت الشخص المُورَتَّح له حينذاك وذلك حرصا أيضا علي تحقيق المساواة وعدل التوزيع الاقتصادي داخل المجتمع لمساندتهم ماليا وقت الحاجة لذلك كذلك يساعد هدا العمل الأساسي في دفع عجلة تنمية مستدامة بشكل عام ودعم ضعفاء النفوس بالأخص .

وفي النهاية، يعكس الرهن مبدأ التعاون والتضامن الاجتماعي والإنساني عبر العديد من الجوانب العملية المختلفة بما يساهم بندرجة وضمان سير العمليات الاقتصادية اليوميه بطريقة أمينة وآمنة ترضي كافة الاطراف المشاركة فيها سواء كانت فرديات أم مؤسسات رامية للاستمرار والبقاء وسط شدائد سوق الأعمال المتغيرة باستمرارية وحكمة متجددة.