ليلة القدر: فضلها ومكانتها في الإسلام

ليلة القدر هي ليلة مباركة عظيمة، خصها الله عز وجل بالفضل والمنزلة العالية. جاء في القرآن الكريم: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر:

ليلة القدر هي ليلة مباركة عظيمة، خصها الله عز وجل بالفضل والمنزلة العالية. جاء في القرآن الكريم: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر: 1). هذه الليلة خير من ألف شهر، تنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر. إنها ليلة مباركة، يُقدر فيها ما يجري في العام من الحوادث.

كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان طلباً لليلة القدر، وهي أفضل الليالي لما تشتمل عليه من هذه المزايا العظيمة. أما المفاضلة بينها وبين ليلة الإسراء، فقد أجاب شيخ الإسلام ابن تيمية بأن ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمَّة.

ومن المهم التنبيه إلى أن الله سبحانه وتعالى شرع لنا في ليلة القدر من التعبد والتقرب إليه ما لم يشرعه في ليلة الإسراء. فليلة الإسراء لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد فيها أو يخصها بقيامٍ أو ذكرٍ، وإنما كان يخص ليلة القدر لفضلها ومكانتها.

وفيما يتعلق بتحري ليلة القدر، فإنها في شهر رمضان بلا شك، وإن كانت لا تتعين في ليلة معينة من رمضان. وللعلماء في تحريها اجتهادات ومذاهب، ولكن هي في شهر رمضان قطعاً. ومن شهد ليلة القدر له من الأجر بحسب نيته واجتهاده وتوفيق الله له.

ومن الجدير بالذكر أن الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج دون أساس شرعي هو بدعة، حيث لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل كل سنة بمرور ليلة من الليالي ويقول: "إن هذه هي ليلة الإسراء والمعراج". هذا العمل مخالف للسنة النبوية ويجب التنبيه عليه.

في الختام، ليلة القدر هي ليلة عظيمة لها فضائل ومزايا عظيمة، وهي أفضل الليالي لما تشتمل عليه من هذه المزايا العظيمة. ومن واجبنا أن نحرص على الاجتهاد في العبادة والدعاء والذكر في هذه الليلة المباركة.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات