إرشادات حول صلاة التراويح: بين الحد بين الإطالة والخفة وفق سنة الرسول

في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، يُثاب المؤمنون كثيراً، وقد حرص المسلمون عبر القرون على اتباع هدي رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيما ي

في صلاة التراويح خلال شهر رمضان المبارك، يُثاب المؤمنون كثيراً، وقد حرص المسلمون عبر القرون على اتباع هدي رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بطريقة أدائها. لقد كانت وصايا وعمليات الرسول دليلاً لنا جميعاً.

وفقاً للسنة النبوية الشريفة التي وردت في صحيح البخاري ومسلم، كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤدي صلاة التراويح في رمضان وفي غير رمضان أيضاً. وكان له أسلوبه الخاص الذي يتميز بالإطالة والقراءة المتأنية للأيات القرآنية. حتى أنه قام ذات مرة بقراءة أكثر من خمسة أجزاء قرآنية في ركعة واحدة! هذا يدل على أن الإطالة ليست مشكلة طالما أنها تتم بإيقاع متزن وتأني واضح.

بالإضافة لذلك، نجد أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عندما جمع المسلمين لأداء صلاة التراويح كجماعة، كانوا يصلون عشرين ركعة، ويقرءون فيها ثلاثين آية تقريباً من سورة البقرة لكل ركعة، مما يعني قراءة أربعة أو خمس صفحات تقريباً. وهذا المستوى من القراءة كان معتداً به بأنه ليس تطويلاً مبالغاً. إذا تم التقليل من قراءة الآيات يمكن زيادة عدد الركعات إلى الأربعين أو الأربعين ونصف، حسب قول بعض العلماء. ولكن يبقى الخيار مفتوحا للمسلمين؛ فإما اختيار عدد أقل من الركعات مع المزيد من التفاصيل في الترتيل والإسترسال في القراءة، وإما التركيز على إضافة ركعات بدون تخفيف كبير للقراءة.

وهذا هو جوهر الأمر بالنسبة لوقت الصلاة نفسه حيث يجب تحقيق "الطمأنينة" و"التأني"، وهو ما قد يشكل حوالي ساعة أو أكثر. إن الاعتقاد بأن هذه الفترة مطولة يعد مخالفا لما جاء في السنن الثابتة، ولذلك ينصح باتخاذ نهج التسليم بما نقل عنه صلى الله عليه وسلم وعدم الانشغال بالأراء الشخصية بشأن طول مدة الصلاة.

ختاماً، تعتبر صلاة التراويح فرصة لتعميق التواصل الروحي مع الله عز وجل وتعزيز فهم عميق لكلامه سبحانه. سواء اخترت الإطالة أم الاختصار، المهم هو الحرص على القيام بذلك بروحانية صادقة وحضور قلب كامل.


الفقيه أبو محمد

17997 Blog indlæg

Kommentarer