تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والمراهقين: تحليل شامل

مع ازدياد شعبية ألعاب الفيديو والإنترنت بين الأطفال والمراهقين، أصبح من الجدير بالبحث العميق حول مدى تأثير هذه الأنشطة الرقمية على صحتهم النفسية. ح

  • صاحب المنشور: أماني بن عمر

    ملخص النقاش:

    مع ازدياد شعبية ألعاب الفيديو والإنترنت بين الأطفال والمراهقين، أصبح من الجدير بالبحث العميق حول مدى تأثير هذه الأنشطة الرقمية على صحتهم النفسية. حيث تشكل هذه الفئة العمرية جزءاً كبيراً من المستخدمين الحاليين للتقنية الحديثة، مما يجعل دراسة الآثار الجانبية لهذه الاستخدام ضرورة قصوى.

يبدأ التأثير السلبي المحتمل عندما تصبح الألعاب الإلكترونية هي الشغل الشاغل للأطفال والمراهقين، وتتحول إلى إدمان يؤثر بشكل سلبي على جوانب حياتهم الأخرى مثل الدراسة والأنشطة الاجتماعية والعلاقات الأسريّة. فقد تبين أنّ الإفراط في لعب الألعاب الإلكترونية مرتبط بأعراض الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالنفس وانخفاض المهارات الحياتية الاجتماعيّة [1].

من جانب آخر، هناك بعض العناصر الموجودة داخل العديد من الألعاب والتي يمكن اعتبارها موضع تساؤل بخصوص محتواها العنيف أو غير الأخلاقي والذي قد يشجع على السلوك العدواني لدى اللاعب الصغير. ولكن التجربة لا تقتصر فقط على رد فعل الطفل تجاه اللعبة؛ بل إنّ طريقة تصميم اللعبة نفسها تلعب دوراً مهماً أيضاً. فعلى سبيل المثال، يُستخدم نظام التعزيز الإيجابي غالباً لتشجيع اللاعبين على مواصلة اللعب لفترة طويلة، وهو الأمر الذي يتماشى مع نظرية "التعلم العملي" التي تؤكد أهمية المكافأة والدعم المستمر لتعزيز السلوك المرغوب فيه [2]. وبالتالي، فإن طريقة تقديم المعلومات والتواصل خلال اللعبة لها دور محوري في تحديد نوع الرسائل القيمة بالنسبة للمستخدمين الشباب.

بالرغم من وجود مخاطر عديدة تتعلق بالإدمان والسلوك العدواني المرتبط بالألعاب الإلكترونية، إلا أنه يجب الاعتراف بأن العديد منها ينطوي أيضًا على فوائد تعليمية واجتماعية مهمة. فعلى سبيل المثال، توفر بعض الألعاب فرصًا للتنافس الافتراضي البنّاء الذي يعزز روح المنافسة الصحية ويتيح فرصة تطوير مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار تحت الضغط. كما أنها توفر بيئات افتراضية آمنة نسبيًا لاستكشاف تجارب مختلفة خارج نطاق الواقع اليومي، سواء كانت ثقافية أو علمية أو حتى روحية.

ختاماً، وعلى الرغم من تعدد الجوانب الإيجابية والسلبية المتعلقة باستخدام الألعاب الإلكترونية، إلا إنه واضحٌ أن اتباع نهج متوازن هو المفتاح لحماية الصحة النفسية لأطفالنا ومراهقينا أثناء رحلة استكشاف عالم التقنية الواسع هذا. وهذا يعني التعليم بشأن حدود استخدام التكنولوجيا وفهم تأثيراتها المقترنة بمراقبة مستمرة ضمن إطار دعم عائلي قوي وشامل.

مراجع:

[1] King, D. L., & Delfabbro, P. H. (2013). Video game addiction in children and adolescents: A systematic review of the literature. Journal of behavioral addiction,


Kommentarer