في الإسلام، يُعتبر الأمر المتعلق بتحية الأفراد غير المسلمين بأعيادهم موضوعاً حساساً. المحور الرئيسي لهذه المسألة هو عدم مشاركة مسلم في مظاهر وشعائر الاحتفالات الدينية الأخرى بشكل علني وداعم لها. فعندما يقوم شخص مسلم بتهنئة مسيحي بمناسبة عيد ميلاده مثلاً، فإن ذلك يعدّ نوعاً من المشاركة والتأييد الخفي لشعائر تلك الدين الآخر.
على الرغم من أن النية الأصلية لدى البعض قد تكون مجرد مصارحة أو مجاملة بدون قصد المشاركة الروحية، إلّا أن الشريعة الإسلامية واضحة بشأن هذا الموضوع. فهي تحرم التمجيد والاحتفال بشعائر الكفر والشرك. وبالتالي، فإن تقديم عبارات مثل "كل عام وأنت بخير" للمسيحيين خلال احتفالياتهم الدينية يقع تحت هذا التحريم حسب وجهة النظر القانونية الإسلامية التقليدية.
الأمر الأكثر أهمية هنا هو فهم رسالة الإنكار الرافضة لمثل هكذا تصرفات والتي تعد جزء أساسي من العقيدة الاسلامية. بالتالي، ينبغي على المؤمن الإسلامي الامتناع تمامًا عن التعامل مع اي مناسبة مرتبطة بديانتهم بطريقة تؤكد عليها وتعظمها.
وعليه، يمكن تلخيص القرار بأنه بينما تبقى المناسبات الخاصة بالإنسانية عامة قابلة للتقدير والاحترام، إلا أنها يجب ألّا يتم التعامل مع المواقف المرتبطة بشرعية ديانة مختلفة بروح دعم واحترام متبادل. فالهدف النهائي يكمن في تحقيق الوحدة الإنسانية دون انتهاك قواعد العقيدة الشخصية لكل فرد. وهذه هي الطريقة المثلى للتعامل مع الاختلافات الثقافية والدينية بكل احترام وتميز أخلاقي.
