- صاحب المنشور: صبا المنور
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تطوراً هائلاً في استخدام التكنولوجيا والإنترنت، مما أدى إلى ظهور وتوسع وسائل التواصل الاجتماعي. هذه المنصات التي كانت تُعتبر ثورة في الاتصال والتواصل بين الأشخاص حول العالم، أصبحت جزءاً أساسياً من حياة الشباب العربي اليوم. ولكن، ما هي التأثيرات النفسية لهذه الوسائل؟ كيف تؤثر على رفاهيتهم العقلية؟
بحسب الدراسات الحديثة، يمكن تقسيم تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على السلامة العقلية للشباب العرب إلى عدة جوانب رئيسية:
- الضغط الاجتماعي: يواجه العديد من الشباب ضغطاً مستمراً لتقديم صورة مثالية لأنفسهم عبر الإنترنت. هذا الضغط لتحقيق "الإعجابات" أو التعليقات الإيجابية قد يؤدي إلى الشعور بالفشل وعدم الكفاءة عندما لا يحققون الرضا المجتمعي الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمقارنة المستمرة مع الآخرين الذين يعرضون حياتهم المثالية على وسائل الإعلام الاجتماعية بأن تسبب شعوراً بالنقص.
- العزلة الاجتماعية: رغم كونها منصة للتواصل الاجتماعي، إلا أنها غالباً ما تساهم في زيادة العزلة الحقيقية. التركيز الزائد على العالم الرقمي قد يفسر سبب انخفاض مستوى العلاقات الشخصية الفعلية بين بعض الشبان والشابات. كما يمكن أن تشكل تهديداً لحياة الواقع الفعلي حيث يقضي البعض ساعات طويلة أمام الشاشة بدلاً من الانخراط في الأنشطة الخارجية أو بناء علاقات شخصية مباشرة.
- التعرض للأخبار السلبية: الكثير من الأخبار والدردشات الجماعية المحبطة المتداولة عبر وسائل الإعلام الاجتماعية يمكن أن تتسبب في القلق والاكتئاب لدى المستخدمين الشباب. عند مواجهة المعلومات الصحفية الصعبة باستمرار، حتى وإن لم تكن ذات علاقة بهم شخصياً، فإن ذلك قد يؤثر سلباً على صحتهم النفسية العامة.
- النوم المضطرب: استخدام الهواتف الذكية والأجهزة الإلكترونية قبل النوم يمكن أيضاً أن يساهم في اضطراب دورة نوم الشخص الطبيعية وفقاً لعديد من الدراسات. هذا الأمر معروف باسم "اضطراب الساعة البيولوجية"، وهو مرتبط ارتباط وثيق بالمشاكل الصحية والعقلية الأخرى مثل الاكتئاب والنوبات القلبية وغيرها.
بشكل عام، بينما تقدم وسائل التواصل الاجتماعي فرصاً عديدة للتعلم والتفاعل والإبداع، إلا أنه من المهم الاعتراف بالتأثيرات المحتملة على سلامة الأفراد خاصة فئة الشباب العربية التي تعتبر الأكثر تعاملاً ورواجاً بهذه المنصات. لذلك ينصح بتطبيق حدود واستراتيجيات صحية لاستخدام هذه الأدوات للحفاظ على توازن جيد بين الحياة الرقمية والحياة الحقيقة.