صلاة الاستخارة هي إحدى أدوات المسلم لتوجيهه نحو الطريق الأنسب والأفضل في قراراته اليومية. إنها ليست مجرد عبادة ميكانيكية نقوم بها بشكل دوري؛ بل هي طريقة للتواصل مع الذات الأعلى، حيث نسعى إلى فهم مشيئة الله ونتوسل منه بالتوجيه والصواب.
تتجلى أهمية صلاة الاستخارة في ثلاث وجوه رئيسية: أولاً، تعزز الشعور بالإفتقار التام لله والثقة فيه، مما يرفع مستوى الإيمان والتوكل على الرب الواحد القادر. ثانياً، تضمن لنا نجاح الاختيارات المصاحبة لصلاة الاستخارة، إذ يعدّ فعل الدُّعاء والطلب جزءاً أساسياً من "الفلاح" الذي تعدنا به النصوص الإسلامية. أخيراً، تؤدي صلاة الاستخارة إلى حالة من الرضا بالقضاء والرضا بالمصير، وهو شعور لطيف يغمر النفس المؤمنة عندما تعلم أنها تسعى لتحقيق ما قدره الله لها.
يوضح الشيخ ابن القيم جوهر هذه التجربة قائلاً: "دعاء الاستخارة هو رمز للتوحيد والعبودية والاعتماد التام على الله. إنه طريق للسعادة والحصول على نعم الله، ليس كالاستشارة الأخرى التي تعتمد على الغيب والظن". وبالتالي، فإن الرضا بسنة الحياة المُقدرة سابقاً مرتبط ارتباط وثيق بصلاة الاستخارة.
وفي النهاية، يجب التنبيه إلى أن الحديث الشهير حول عدم خسارة المتستخار وعدم ندامه غير صحيح حسب تصنيف العلماء مثل الشيخ الألباني. ومع ذلك، يبقى للدعاء ودلالة الاستخارة تأثير كبير على القلب والعقل البشري لإيجاد طرق الراحة والنفس البشرية. فلنمارس هذه العبادة بكل خشوع وانتباه لنرى نتائجها الباهرة!