يعاني الكثيرون اليوم مما يشبه "مرض النقص"، حيث يسعون إلى تحقيق المثالية بشكل حرفي بدلاً من إدراك الثروة الروحية والمادية التي يتمتعون بها بالفعل. وهذا واضح جلياً في استشارتك حول طول شريك حياتك مقابل صفاته الأخرى. يجب أن نتذكر دائماً كلمات رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَة".
بدلاً من التركيز على المقاييس الخارجية مثل الطول، دعونا نقدر وندعم تلك الخصائص الأعمق والتي تجعل علاقة الزواج سعيدة ومتينة. زوجتك ليست مجرد جسم؛ إنها مصدر قوة ودعم كبير لك ولأسرتكم. تصرفاتها وأفعالها وأخلاقها المتوافقة مع تعاليم الإسلام تمثل جوهر الحياة الصحية والسعادة.
من الخطورة بمكان أن نشوه العلاقات بناءً على توقعات غير واقعية أو ظاهرية فقط. إن البحث عن البعد عن الشخص المحتضن لديك الآن يمكن أن يؤدي بنا نحو طريق مليء بالعواقب الوخيمة. عوضا عن ذلك، فلنجدد عزائمنا ونركز على تنمية الاحترام والتقدير تجاه بعضنا البعض داخل البيت. فعلى الرغم أنه ليس هناك أحد مثالي تماماً إلا أن الحياة الزوجية مبنية أساسا على تقبل الاختلافات والتغاضي عنها للحفاظ عليها مستمرة وسعيدة بقدر المستطاع.
أخيراً وليس آخراً، تذكروا دوما بأن الجمال الحقيقي يكمن في الداخل - في القلب والعقل والدين. لذلك دعونا نحافظ على نظرتنا للأشياء بعيدا عن الفتنة والشاشات الرقمية الضارة. حافظوا على نظارتكم طاهرين وعقولكم مستقيمة باتباع هدي نبينا الكريم واتقاء أي مواقف قد تعرض سلامكم الأسري للخطر السلبي. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويبارك لكم في زيجاتكم ويعينكم جميعا على فعل الخيرات واجتناب المنكرات.