استكشاف العلاقة بين الذاكرة الوظيفية وقدرة التعلم لدى البالغين: نظرة شاملة

مع تقدمنا في العمر، يصبح فهم كيفية الحفاظ على وظائف الدماغ وتغذيتها أمرًا بالغ الأهمية. واحدة من هذه القدرات التي تتصدر القائمة هي القدرة على الاحتفاظ

مع تقدمنا في العمر، يصبح فهم كيفية الحفاظ على وظائف الدماغ وتغذيتها أمرًا بالغ الأهمية. واحدة من هذه القدرات التي تتصدر القائمة هي القدرة على الاحتفاظ بمعلومات جديدة لفترة كافية لاستخدامها لاحقًا - ما يعرف بـ "الذاكرة الوظيفية". دراسات حديثة تشير إلى علاقة قريبة بين صحة الذاكرة الوظيفية وقدرة الفرد على التعلم والتكيف مع بيئته المتغيرة باستمرار. سنستعرض هنا بعض النتائج الرئيسية لهذه الدراسات ونناقش الآثار المحتملة على التعليم المستمر والمجتمعات الأكبر سناً.

مقدمة

تشكل الذاكرة الوظيفية جزءاً أساسياً من عملية التفكير الإنساني، وهي تمكننا من إدارة ومعالجة مجموعة متنوعة من المعلومات المختلفة بشكل متزامن. يُعتبر هذا النوع من الذاكرة مهمّاً خصوصاً عندما تواجه مشاكل تتطلب حلولاً غير واضحة تماما، مثل المسائل الرياضية المعقدة أو اتخاذ القرار الصحيح بناءً على معلومات محدودة. في حين أن البعض قد يشعر بأن مهارات الذكاء العام لديهم تبدأ بالتراجع مع تقدّم السن، فإن دراسة الحالة النفسية والعصبية للبالغين تكشف عن صورة مختلفة. إن قدرتهم على المحافظة والاسترجاع الناجع للمعلومات الجديدة (أي الذاكرة قصيرة المدى) غالبًا ما تكون مستقرة نسبيًا عبر مراحل الحياة المختلفة. لكن كيف تؤثر قوة تلك المهارة في جوانب أخرى مرتبطة بعملية التعلم؟

نتائج البحث الحالي

وجدت العديد من التحليلات التجريبية الحديثة ارتباط إيجابي مباشر بين أداء الشخص في اختبارات الذاكرة الوظيفية ومعدلات تعلم جديده عبر سنوات طويلة من حياته العملية. فمثلاً، الأشخاص الذين حققوا درجات عالية نسبياً في تمارين تحديد المواضع المكانية داخل غرفة افتراضية (وهو تمرين شائع لتقييم الذاكرة الوظيفية)، كانوا هم أيضاً الأكثر نجاحاً فيما يتعلق بإتقان مهارات جديدة ذات طابع عملي ضمن مجموعات تدريب مختلطة مواضيعيا وبمتغيرات زمنية متفاوتة. بالإضافة لذلك، لاحظ باحثون زيادة ملحوظة بنسبة خمسين بالمئة تقريبًا بالنسبة للأداء المعرفي الإجمالي عند البدء بممارسة نشاط بدني منتظم إضافة لأدوات تحسين الصحة العامة الأخرى خلال مرحلة الطفولة المبكرة وحسب.[1] وهذا يعكس مدى تأثير التربية الصحية والنمط الحيوي المناسب قبل بلوغ مرحلتَي المراهقة والكِبَرَتين؛ وهو أمر مفيد للغاية لحياة مليئة بالإنتاج والإنجازات العلمانية والثقافية والأسرية كذلك.

[1] مصدر البيانات: "The Relationship Between Working Memory and Learning in Adulthood: A Literature Review"، مجلة American Journal of Psychology, 2022


عاشق العلم

18896 Blog Mensajes

Comentarios