يثير مفهوم دمج الذكاء الاصطناعي (AI) في عملية اتخاذ القرارات تساؤلات حول كيف يمكن أن يؤثر ذلك على الأخلاق والقيم الإنسانية. خلال هذه المناقشة، نستعرض رؤى متباينة حول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي كأداة في عمليات القرار دون التخلي عن الحساسية الإنسانية والتعقيد المصاحب لها.

الفائدة التقنية مقابل القيم الإنسانية

تشير بركات إبراهيم، رئيس أولياء المراصد الشاملة للبحوث والتطور في مصر، إلى ضرورة التأكيد على الأخلاق الإنسانية بعد تطبيقات تقنية الذكاء الاصطناعي. تشير إبراهيم إلى أن هذه التقنية يجب أن تُستغل كأداة لتسهيل عمليات اتخاذ القرار بدلاً من استبدال الحكم الإنساني. وتؤكد على أنه يجب التعامل مع هذا الأمر بحذر لضمان أن يستخدم في مصلحة المجتمع والأفراد.

التوازن بين الأداة والحكم

يؤكد عياض بن محمد، الرئيس التنفيذي للشركة العامة للبتروكيماويات في المملكة العربية السعودية، على ضرورة تجنب الاعتماد بالكامل على الذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات. يشدد على أهمية الحفاظ على الموازنة بين استخدام التقنية كأداة والحفاظ على صلاحيات الإنسان في تحديد ما هو أفضل للمجتمع. يرى عياض أنه حتى مع التطور المستمر للذكاء الاصطناعي، سيظل هناك جوانب من الحياة تتطلب التفسير والفهم الإنساني الأعمق.

قيود الذكاء الاصطناعي

تشدد على الأبعاد المحدودة للذكاء الاصطناعي في تفسير القيم الإنسانية والآثار الاجتماعية. يعبر برهان الحسين، أستاذ محترف في جامعة كوينزلاند، عن قلقه حول إمكانية استبدال الحكم الإنساني بخوارزميات الذكاء الاصطناعي. يرى أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم كأداة مساعدة، وليس كحل نهائي لجميع المشكلات.

التركيز على الناس

في حين أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم حلولًا سريعة وفعالة لبعض المشكلات، فإن عزت سوسلو، رئيس مجلس إدارة الشركة الأوروغويانية للطيران، تحذر من أنه في بعض الحالات قد يفقد البشر جزءًا من استثمارهم. هذا يبرز التحدي في كيفية إدماج الذكاء الاصطناعي دون أن نفقد تركيزنا على الأشخاص والتفاعلات بينهم.

الحاجة إلى المساءلة

تُبرز رؤية عبد اللطيف زغلول، مستشار سابق لوزير المالية في الأردن، أهمية وضع مسؤوليات واضحة حين يتم استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. تؤكد زغلول على أن التقنية لا بد أن تُستخدم بأسلوب يضمن تحقيق الفوائد المجتمعية مع تجنب الآثار السلبية.

المزايا التعليمية والتطبيقات

من جهة أخرى، يُشير كمال عبد المجيد، رئيس مجلس إدارة شركة الخوذة في الأردن، إلى فوائد تعليمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي. يتحدث عبد المجيد عن مشاريع التصنيع ذات القدرة على تغيير مسار الاقتصاد من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في المهام اليومية، لكنه يؤكد أن هذه التقنية ستستمر في الحفاظ على إمكاناتها كأداة تساعد وليست بديلاً.

بشكل عام، تؤكد المناقشة أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُستخدم كأداة مفيدة في دعم اتخاذ قرارات إنسانية، مع التركيز على تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على الأخلاق الإنسانية.