تقرير
تعد العلاقة بين الصحة النفسية والنظام الغذائي موضوعاً حديثاً وجذاباً في مجال البحث العلمي. الدراسات الحديثة تشير إلى أن ما نأكله يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حالتنا الذهنية والعاطفية. هذه العلاقة ليست بسيطة كما قد يبدو؛ فالنظام الغذائي الصحي ليس فقط عن الحد من الأمراض الجسدية ولكن أيضاً عن تعزيز الرفاهية العقلية.
فيما يتعلق بالصحة النفسية، يعتبر البروبيوتيك جزءاً أساسياً من النظام الغذائي الذي يجب التركيز عليه. البروبيوتيك هي بكتريا حية مفيدة موجودة عادة في الأطعمة المخمرة مثل الزبادي والكيمتشي والأومامي. هذه البكتريا تلعب دوراً هاماً في دعم الجهاز المناعي والجهاز الهضمي وقد يكون لها تأثيرات إيجابية على الحالة المزاجية أيضاً. هناك أدلة تشير إلى أن نقص البروبيوتيك في الجسم قد يساهم في زيادة الحالات المرتبطة بالحالة المزاجية مثل الاكتئاب والقلق.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تناول الفواكه والخضراوات الطازجة غني بالألياف والمواد المغذية الأخرى التي تعتبر ضرورية لتحقيق توازن صحي للبكتيريا في القناة الهضمية (التي تعرف باسم "الميتاجينوم"). هذا التوازن مهم جداً لأن البكتيريا الصحية تنتج العديد من المواد التي تدعم الوظائف الإدراكية والإستقرار العاطفي.
من ناحية أخرى، بعض الأطعمة الغنية بالسكريات والمعالجة ثقيلة بالإضافات والسكر والتي يمكن أن تتسبب في تقلبات مزاجية سريعة بسبب ارتفاع ثم انخفاض مستويات السكر في الدم. بالإضافة لذلك، الأبحاث الحديثة تشير إلى احتمالية وجود رابط محتمل بين استهلاك منتجات الألبان وحالات مثل اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD)، لكن الأمر مازال بحاجة لمزيد من الدراسة لتوضيح هذه الرابطة.
على الرغم من أنه لا يوجد نظام غذائي واحد يناسب الجميع عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشكلات المتعلقة بالحالة المزاجية والعقلانية، إلا أن اتباع نظام غذائي متعدد ومتنوع والذي يشمل كميات كبيرة من الخضروات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهون ومجموعة متنوعة من مصادر الكربوهيدرات غير المُعالَجة يعد الخطوة الأولى نحو تحقيق حالة صحية ذهنية وعاطفية أفضل.
بشكل عام، فهم كيف تؤثر خياراتنا الغذائية على قدرتنا العقلية والعاطفية يساعدنا على تصميم خطط شخصية للتغذية تسعى لتحسين كلانا - صحتنا الجسدية وصحتنا العقلية.