نعم، لا حرج في تأخير السعي عن الطواف، حتى وإن كان ذلك لساعات أو أيام. هذا ما أكدته العديد من المصادر الشرعية، بما في ذلك ابن قدامة في "المغني"، واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، والشيخ ابن عثيمين.
على الرغم من أن الأفضل هو أن يكون السعي متصلاً بالطواف قدر الإمكان، إلا أن تأخير السعي لا يبطل العمرة أو الحج. ففي "المغني"، قال ابن قدامة: "ولا تجب الموالاة بين الطواف والسعي". وأضاف: "قال الإمام أحمد: لا بأس أن يؤخر السعي حتى يستريح أو إلى العشي".
كما أكدت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ذلك، حيث قالت: "السنة أن يكون السعي متصلاً بالطواف بقدر الاستطاعة، فإن أخر السعي كثيراً ثم سعى أجزأه".
وبالمثل، قال الشيخ ابن عثيمين: "لا تشترط الموالاة بين الطواف والسعي حتى وإن لم يكن ضرورة، فلو فرض أن الإنسان طاف في أول النهار وسعى في آخره فلا حرج عليه، أو طاف في أول الليل وسعى في النهار فلا حرج".
لذلك، يمكن للمسلم أن يؤخر السعي عن الطواف دون أي مشكلة شرعية، طالما أنه يهدف إلى إتمام مناسك الحج أو العمرة بشكل صحيح.