الزعيم!
أثناء حفلة اعتقالي المجيدة-وكانت فعلا حفلة صاخبة نوعا ما?-..فقدت نظارتي!
وبعد عدة محاولات ..وافقت إدارة السجن على نقلي إلى المستشفى لتفصيل نظارة جديدة..للأمانة كان تعامل الحرس معي جيدا أثناء النقل..لكن ما أساءني فعلا وهمني طريقة النقل!
فلقد وضعوا القيد في يدي..وفي رجلي..
.
ليس هذا فحسب ..بل وضعوا سلسلة تربط بين قيد يدي ورجلي!
وزادوا فوق كذلك تغطية رأسي بما في ذلك عيني!
المشي كان صعبا..وكان هناك حرس أمامي ..وخلفي
وكنت أسمع صوتهم وهم يبعدون الناس في المستشفى عن طريقي!
عجيب..هل أنا زعيم عصابة خطير حتى تتخذ معي كل تلك الإجراءات!!
هل يظنون أني "سبايدر مان" قد أفك القيد في أية لحظة وأهرب متسلقا الجدران!!-أقول اليوم ربما ظنوا أن في داخلي العملاق المؤسس وربما أجرح أصبعي في اي لحظة فيخرج عملاقي?-
الطريقة لا تصح إلا لكبار المجرمين
لا لدكتور شريعة يتحمل مسؤولية كلامه أمام الله أولا ثم أمام الناس!
شعرت بالضيق
بسيطة..زيارة واحدة للمشفى وبعدها أعود وينتهي كل شيء!
هذا ما ظننته بداية..
لكن المفاجأة غير السارة أنهم قرروا لي زيارة ثانية لمستشفى آخر..أبعد بكثير عن الأول!! أي أن حفلة القيود والمرور أمام الناس ستتكرر..وأمام جمهور أكبر!
هنا جاء الفتح الإلهي والتعليم الرباني..
لماذا أشغل نفسي بألم البلاء..لماذا أركز على مرارته؟!
لأحستب الأجر من الله ولأصبر..وأتأمل الثواب المنتظر..
ولأتعايش مع البلاء..لأحاول أن أغير نظرتي إليه..لماذا لا أبحث عن بعض مزاياه لأستثمرها وأنشغل بها؟
فكم من البلايا من عطايا..
وهذا ما حصل