في السنوات الأخيرة، أصبح المناخ العالمي محل اهتمام عالمي مع تنامي ظاهرة تغير المناخ. واحدة من العواقب الأكثر وضوحاً لتغير المناخ هي ارتفاع معدلات الحدث الحراري المتطرف مثل الأمطار الغزيرة والجفاف الشديد ونوبات القسوة الباردة. هذه الظروف قد يكون لها تأثيرات كبيرة وسليمة علي صحتنا.
درجات الحرارة القصوى - سواء كانت عالية جدا أو منخفضة جدا - يمكن أن تسبب مجموعة واسعة من المشاكل الصحية. بالنسبة للدرجات المرتفعة بشكل خاص، فإن التعرض المطول لأشعة الشمس الحارة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بحروق الشمس وجفاف الجسم واضطرابات القلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، تتزايد احتمالات الوفاة بسبب أمراض الرئة والقلب أثناء موجات الحرارة الشديدة.
وفي المقابل، فإن برودة الطقس أيضاً تحمل مخاطر خاصة بها. انخفاض درجة حرارة الجسم تحت مستوى معين (عادة ما تكون حوالي 35 درجة مئوية) يعتبر حالة طوارئ طبية قابلة للتطور نحو حالات خطيرة إذا تركت دون علاج.
من منظور إحصائي، هناك علاقة قوية بين الوفيات خلال المواسم الشتوية والموجات الباردة. الأمثلة الواضحة لهذا التأثير تشمل الأحداث التاريخية مثل "الإرهاب القطبي" الذي حدث عام 1962 والذي أدى إلى وفاة آلاف الناس عبر أوروبا وآسيا الشمالية.
بالإضافة لذلك، يجب النظر أيضًا في مدى حساسية الفئات السكانية المختلفة لهذه الظروف البيئية غير الطبيعية. كبار السن والأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري أو برد شديد بسبب ضعف قدرتهم على تنظيم درجة حرارة أجسامهم. وبالمثل، الأشخاص الذين يعانون من مشكلات صحية كامنة أو أمراض مزمنة معرضون أيضا بشكل أكبر للمخاطر الناجمة عن درجات الحرارة المتطرفة.
للتكيف مع هذه المخاطر المحتملة، ينصح بالتخطيط الاستراتيجي والاستعداد الجيد قبل بدء أي موجة حرارية أو موجة باردة محتملة. وهذا يشمل اتخاذ تدابير الوقاية اليومية مثل شرب كميات وفيرة من الماء وتجنب النشاط البدني المكثف في ساعات الذروة والحفاظ على بيئة داخلية مناسبة لإدارة درجة حرارة الجسم.
إن فهمنا الحالي للعلاقة المعقدة بين درجات الحرارة المتطرفة والصحة الإنسانية يساهم في توجيه السياسات العامة والإرشادات العملية التي تساعد المجتمعات على تخفيف آثار التغيّر المناخي وحماية مواطنيها من المضاعفات الصحية الخطيرة. إن التصرف المبكر والتحديث المستمر لمعرفتنا العلمية يعد ضرورياً لحماية البشرية من تحديات نطاق درجات الحرارة الجديد الذي نواجهه الآن نتيجة لتغير المناخ العالمي.