تعلم أخي السائل أن صلاة الجمعة فرض على كل مسلم قادر، وأن التخلف عنها يعد إثماً كبيراً ومعصية كبيرة. لذلك، يجب عليك الحرص الشديد على حضور هذه الصلاة والالتزام بها، فهي صلاة أسبوعية في يوم عيد المسلمين، أعظم أيام الأسبوع وأفضلها. لا يجوز التفريط فيها أو التهاون في شأنها.
وقد أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بأن صلاة الجمعة فريضة عينية لا يجوز تركها من أجل الدوام الرسمي أو الدراسة أو نحوهما. الله سبحانه يقول: "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" (الطلاق: 2-3).
في حالتك، حيث يتعارض موعد محاضرتك مع صلاة الجمعة، يجب عليك البحث عن حلول بديلة. يمكنك طلب من المحاضر أن يسمح لك بالقدوم متأخراً بنصف ساعة، أو البحث عن غرفة للصلاة في الجامعة إذا كانت متاحة. إذا لم يكن ذلك ممكناً، فعليك أن تحاول حضور صلاة الجمعة في أقرب مسجد، حتى لو كان ذلك يعني الذهاب والعودة في وقت قصير.
إذا كان حضور المحاضرات يفوت عليك صلاة الجمعة والجماعة، فعليك أن تدرك أن الدراسة ليست عذراً لترك صلاة الجمعة. يجب عليك أن تحرص على أداء هذه الصلاة، وأن لا تفوتها لغير عذر حقيقي. إذا أمكنك تحصيل تلك الدروس التي تكون في وقت الجمعة، ولو بأجرة مقدور عليها، لزمك ذلك. وإن تعذر ذلك كله، وخشيت ضررًا حقيقيًا بشهود الجمعة، فلك رخصة ـ إن شاء الله ـ في تركها، وأن تصلي ظهرًا، بشرط أن يكون الضرر الذي تخافه ضررًا حقيقيًا، لا يمكنك تلافيه.
تذكر أن المحافظة على الدين وأداء الفرائض أسمى وأغلى. إذا أمكن أن تنتقل إلى جامعة أخرى لا تتعارض الدراسة فيها مع أداء الجمعة، فافعل. وإذا لم يكن ذلك ممكناً، فعليك أن تعيد النظر في إقامتك ودراستك في بلد غريب، وتتأكد من أن شروط جواز ذلك منطبقة عليك. والله أعلم.