في الإسلام، يعد إقامة صالات ديسكو والعمل فيها، فضلاً عن بيع الكحول، أعمالاً محظورة ومحرَّمة. وبالتالي، أي مكسب يتحقق منها يعتبر "مالاً خبثياً" ويحرم التعامل معه. رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنه لمن شارك في هذه الأفعال؛ سواء كانوا باعة أو مشترين أو حتى الذين يساعدون في نقل هذه المواد (حديث متفق عليه).
إذا كنت قد تورطت في مثل هذه الأنشطة سابقاً، فإن باب التوبة مفتوح دائماً أمام الجميع. عليك بالتوقف فورياً عن تلك الأفعال، الشعور بالندم على الماضي، والإصرار على عدم الرجوع إليها مرة أخرى. بالنسبة للمال الذي حصلت عليه أثناء ارتكاب الخطايا، يجب التخلص منه حسب الرأي العلمي الأكثر قبولاً. يمكنك استخدامه لدعم الفقراء والأعمال الخيرية. ولكن احذر من الاستمرار في استخدام المال بالحياة اليومية بشكل طبيعي لأنه سيسبب لك الضيق العقلي والمعنوي لاحقاً.
بالنسبة لمستقبلك المالي، يمكنك الاحتفاظ بالمبلغ اللازم لنفسك ورأس المال التجاري مشروع. المهم هنا هو تجنب الحصول على الربح المباشر المتولد من الأعمال غير القانونية مستقبلاً. كل دخلك الآخر -حتى لو اشتراكت مع شخص آخر في تعاملاته التجارية- فهو جائز طالما أنه ليس مرتبطاً بتداول الخمر.
أما بشأن إدارة الأموال التي اتخذتها عائلتك وأصدقائك، فهم ليس لديهم مسؤوليات قانونية تجاه مصدر هذه الأموال منذ لحظة تلقيها بشكل قانوني. وهم قادرون تمام القادرين على استخدام واستثمار هذه الأموال بحرية وشريفة. حتى الدين الذي تم سداده باستخدام بعض هذه الأموال لا يشكل خطأ أيضاً حيث يتم تحميل عبء المسؤولية فقط على الشخص الذي كسب المال عبر وسائل محرمة.
يمكن توزيع جزء كبير من هذا المال لتحقيق غرض نبيل مثل مساعدة الأشخاص المحتاجين لإكمال الزواج أو تشييد منزل جديد لهم. ويمكن أيضًا إنشاء نوع من الصندوق المقترضة للأشخاص ذوي الحاجة والذي يستخدم جزءاً مما لديك بهدف تطوير المجتمع بمعنى توسيع قاعدة الفائدة المستلمة مقابل زوال آثار جريمتك الأصلية بناءً على حكم ديننا الشريف "لا تضر ولا تنتفع".
أتمنى لكل المسلمين التوفيق والسداد والإرشاد نحو طريق الحق والصلاح بإذن الله عز وجل.