لقد أحدثت ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية، المرتبطة بشكل مباشر بتغير المناخ، تغييرات كبيرة وعميقة في النظام البيئي البحري حول العالم. هذه التحولات تتضمن انخفاضاً كبيراً في صحة وموائل الشعاب المرجانية الحيوية、以及 خسارة غير مسبوقة للتنوع الحيوي الذي تعتمد عليه الحياة البحرية بكافة أشكالها.
الشعاب المرجانية، التي كانت تاريخياً واحدة من أكثر النظم الإيكولوجية غنىً بالحياة والموقع الرئيسي لإعادة إنتاج العديد من أنواع الأسماك والسلاحف وغيرها، تواجه الآن تحديات هائلة بسبب ارتفاع درجات حرارة المياه. يؤدي ذلك إلى حالة تُعرف باسم "التبيض"، حيث يفرز المرجان البروتين الأخضر (الكيلنتوجين) نتيجة الضغط الحراري الشديد. هذا يعني فقدان التغذية المشتركة بين المرجان والكائنات الدقيقة photosynthetic المسؤولة عن اللون الزاهي للمرجان. عندما يفقد المرجان هذه العلاقة symbiotic، يمكن أن يموت ويترك خلفه مشهد قاحل أبيض هش يُسمى بـ "شعاب مرجانية ميتة". وفقا لدراسات مختلفة، قد تكون حوالي 70% من جميع الشعب المرجانية معرضة لهذا الخطر بحلول عام 2050 إذا استمرت الظروف الراهنة.
بالإضافة إلى التأثير المدمر للتغيرات الحراريّة، فإن زيادة حموضة المحيطات ناجمة أيضاً عن امتصاص ثاني أكسيد الكربون المتزايد في الغلاف الجوي لها تؤثر سلباً على نمو وتطور الشباب الجديد للشعب المرجانية والحياة البحر الأخرى ذات الأصداف كالرخويات والقشريات.
إن تدهور الشعاب المرجانية له عواقب بعيدة المدى تمتد أبعد مما يمكن رؤيته تحت الأمواج. فهي توفر موطنًا للحياة البرية البحرية، فضلاً عن كونها حاجز طبيعي يحمي المناطق الساحلية الداخلية خلال الأعاصير والأمواج القوية. ولذلك، فإن أي انهيار لشعابنا المرجانية سيسبب اضطراباً هيكلياً كبير في شبكاتنا الغذائية البحرية وقد يؤدي حتى إلى انهيار اقتصادات كاملة تعتمد عليها بصورة مباشرة مثل السياحة الصيد التجاري والصناعة المحلية الأخرى المعتمدة على الموارد الطبيعية للأقاليم الساحلية.
في النهاية، إن فهم الآثار الخطرة لتغير المناخ على الحياة البحرية - خاصة فيما يتعلق بشعابنا المرجانية الثمينة - أمر حيوي لاتخاذ خطوات فعالة لحماية هذه النظم الإيكولوجية والحفاظ عليها لأجيال المستقبل.