الحمد لله، مشكلتك ليست في التوجيه أو الإرشاد، بل هي مشكلة سلوكية تحتاج إلى حل عملي. أول خطوة لتجاوز هذا الخلل هي الاستمرار حتى إكمال العمل. ابدئي بتقسيم الأعمال إلى مراحل صغيرة ومتقاربة، مما يجعلها أكثر سهولة لإتمام كل مرحلة على حدة. استخدمي هذا الأسلوب لتحفيز نفسك على المضي قدمًا حتى الوصول إلى المرحلة الأخيرة. تذكري أن النفس تستثقل الأعمال الكبيرة الطويلة، لذا استعين عليها بالتقسيم والتجزئة والمرحلية في الإنجاز.

اختاري أيضًا الأعمال القصيرة السريعة وابدئي بها لإنجازها. النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناس! خذوا من الأعمال ما تطيقون" (البخاري 5861، مسلم 782). كما يقول صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" (البخاري 6464، مسلم 783).

ننصحك بمراجعة بعض الكتب والدراسات التربوية، مثل "الفتور: أسبابه وعلاجه" للشيخ د. ناصر العمر، و"عجز الثقات" للشيخ د. محمد موسى الشريف. تذكري أن الدين يسر، ولا يشاد الدين أحد إلا غلبه. أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.

تذكري أن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل. هذا هو ما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم الحريص على الخير الراغب فيه. فالطريق هو أن يحرص العبد على الفرائض فلا يخل بشيء منها ثم يأخذ من النوافل ما تطيقه نفسه ويعلم أنه يداوم عليه حتى إذا ألفه واعتاده أخذ نفسه بغيره وهلم جرا.

تجنبي فضول الطعام والمنام والمخالطة مما يحرص عليه من طلب معالي الأمور، ولكن لا ينبغي أن يفضي هذا إلى أن يضر العبد بنفسه، أو يحمل نفسه ما لا تطيق، أو يحملها على ما لا تألفه ويعلم أنها تنقطع ولا تفي بالمطلوب منها.

أخيرًا، لا ينبغي أن تصيبك الحسرة إذا قرأت سير السلف، بل ينبغي أن تبعثك على الفخر والاعتزاز بهؤلاء الآباء الأماجد ومحاولة الأخذ بما أخذوا به من أسباب العلم والعمل. وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.