قبل الخضوع لأي إجراء طبي حرج مثل العملية الجراحية، قد يدور في ذهن العديد من الأشخاص تساؤلات بشأن حقوقهم وممتلكاتهم. من منظور ديني وفقهي، يمكن تقسيم الوصايا إلى نوعين رئيسيين: الوصايا المفروضة والمستحبة.
أولاً، الوصايا المفروضة تكون ضرورية عندما يكون لديك التزامات مادية تجاه الآخرين والتي تحتاج إلى تأمينها قانونياً لتحاشي أي تنازع محتمل بعد رحيلك. مثال على ذلك هو الدين المتبقى أو الأموال المستحقة لآخرين. وفقاً للعلماء الإسلاميين، يجب كتابة وصية لتوضيح تلك الأمور بشكل واضح وتجنباً لأي خلاف لاحقاً.
بينما تعتبر الوصايا المستحبة خياراً طوعياً ويمكن اعتبارها بمثابة صدقات للأشخاص المحتاجين أو تمويل مشاريع خيرية. وهي جائزة شرعاً بشرط عدم تجاوز جزء ثلثي الميراث الخاص بك. يقول الرسول محمد ﷺ أنه "إن الله أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم"، مما يشجع بشدة تقديم بعض ممتلكاتك لصالح المجتمع بعد وفاة صاحب الحق فيها.
بالإضافة لذلك، والحجة الكبيرة هي قضية الحج. بالنسبة للمسلمين الذين توفيوا دون أدائهم لفريضة الحج، يجب تنظيم عملية حج نيابةً عنهم باستخدام ميراث الشخص المتوفي. ولكن بالنسبة للحجاج السابقين، فإن القيام بالحج منهم بدون وصية شخصية ليس مباحاً، باستثناء حال كون الوصية ضمن حدود الثلث فقط من التركة.
بشكل عام، ينصح العلماء المسلمين جميع الأفراد باتخاذ خطوات احترازية والتخطيط للوصايا الخاصة بهم مهما كانت الظروف الصحية الحالية أو الاستعدادات الطبية المقبلة لأن الموت قد يحدث دون سابق إنذار. إنها مسؤوليات أخلاقية ودينية أساسية تحترم ذكرى الأشخاص وتحافظ أيضاً على العلاقات الاجتماعية والمادية بعد الرحيل.