يجوز للمسلم أن يستر على أخيه المسلم إذا ارتكب معصية ما، بشرط أن يكون هذا الشخص غير معروف بكثرة اقتراف الذنوب والمعاصي. في هذه الحالة، ينصحه ويخوفه من عواقب المعصية، ويحذره من العودة إليها. أما إذا كان الشخص معروفًا بالتهاون بالمعاصي أو الفسوق، فلا يبرأ ذمته حتى يرفع أمره إلى الجهات المختصة ليعاقب بما ينزجر به.
ومع ذلك، هناك حالات لا يجوز فيها الستر، مثل عندما تكون المعصية في حق لآدمي، كأن يسرق من بيت أو دكان، أو يزني بامرأة فلان. في هذه الحالات، لا يجوز الستر لما فيه من إهدار حق الآدمي، وإفساد فراشه، وخيانة المسلم. وكذا لو علم أنه القاتل أو الجارح لمسلم، فلا يستر ويضيع حق مسلم، بل يشهد عليه عند الجهات المختصة بأخذ الحقوق.
في النهاية، يجب على المسلم أن يزن الأمور بعناية ويقرر ما هو الأفضل في كل حالة، مع مراعاة مصلحة الفرد والمجتمع. والله أعلم.