في الإسلام، يعتبر الانتحار جريمة جسيمة يحذر منها الدين بشدة. وفق الحديث النبوي الشريف، "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً"، أي أن الشخص الذي ينتحر يعرض نفسه للعقاب الدائم في النار حسب القرآن الكريم والسنة النبوية. هذه القضية ليست مجرد رأي ديني، بل هي حقيقة راسخة تؤكد عليها النصوص الشرعية.
ومع ذلك، يجب فهم هذه القاعدة في سياق شامل. الحياة مليئة بالمصاعب والتحديات، وهذا أمر طبيعي. كما أكد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديث آخر، "كل ابن آدم ليخطئ". عندما تواجه شخصياً مثل هذه المصاعب، فإن الصبر والاستعانة بالله هما أفضل الاستراتيجيات. يجب أن نتذكر أن كل الشديدات محتمة بالتغيير وأن عذاب الآخرة أعظم بكثير من أي مشاكل قد نواجهها هنا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن اعتبار المواقف الصعبة فرصاً للتطهير الروحي وكسب الثواب. فقد ورد في الحديث القدسي، "ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه." وبالتالي، بدلاً من البحث عن الهروب من المشقات اليومية عبر الانتحار، يمكن للمؤمن النظر إليها كإمكانية لتطهير النفس وتقوية الإيمان.
وفي حالة وجود أمراض نفسية شديدة تتسبب في فقدان العقل، قد يتم النظر إلى الانتحار بشكل مختلف بناءً على الفقه الإسلامي. لأن من يفقد عقله أثناء فترة المرض النفسي لا يعد مذنبًا وفقاً للعقيدة الإسلامية المتعلقة بفقدان العقل كموانع للالتزام والمسؤولية.
باختصار، بينما يعتبر الانتحار غير جائز تماماً بغض النظر عن الظروف، فإن كيفية مواجهة البلاء والمصائب مهمة للغاية. يجب على المسلمين دائماً اللجوء إلى الصبر والإيمان والثقة بأن الأمور ستصبح أفضل بإرادة الله والتزميد بهمومه وحاجاته إليه عز وجل.