في وظيفة سابقة كان يعمل في المكتب المجاور لمكتبي موظف اسمه عباس، أثبت لي أن الانسان قادر على فعل أي

في وظيفة سابقة كان يعمل في المكتب المجاور لمكتبي موظف اسمه عباس، أثبت لي أن الانسان قادر على فعل أي شيء ما دام راغبًا فيه بالقدر الكافي كان محبوبًا م

في وظيفة سابقة كان يعمل في المكتب المجاور لمكتبي موظف اسمه عباس، أثبت لي أن الانسان قادر على فعل أي شيء ما دام راغبًا فيه بالقدر الكافي

كان محبوبًا من المدير، من الموظفين، من العملاء، بل ومن الآلات التي نعمل عليها أيضًا. وذلك يعود لأسباب كثيرة أهمها أنه يملك لسانًا ذهبيًا

جميع عباراته مثل: أهلًا صديقي هل سقط عليك القمر البارحة؟ ما هذا الضوء الجميل الذي يخرج من وجهك؟ اوه انظر لقد أتى حمودي، حمودي بالله قل لنا كيف تتمرن؟ هذه العضلات تكاد تخيفنا يا رجل هههههه

*ملاحظة: حمودي يزيد وزنه عن مائة كيلو أغلبها من الشحوم ومهدد بالعديد من الأمراض بسبب سمنته.

عندما يسير في أروقة الشركة يشعر الجميع بالحياء، يفكرون: أكيد سوف يغازلنا الآن، يا الله، كيف نرد؟، وبينما هم يفكرون يغازلهم عباس، لا يترك أحدًا إلا ويرقيه بسحره الخالص، ذات مرة سمعته يتحدث مع المدير ويقول له: مدير! يجب أن تعلم أنك الرجل الوحيد الذي أريد أن أكونه!

ترا عملي هنا ليس من أجل الراتب، لا، أنا أعمل لأتحوّل إليك فقط، أنت نبي؟ أستغفر الله، أنا أحبك كثيرًا، أنت لا تتخيل حجم حبي لك.

يشتري أكواب قهوة للجميع، فقد تكون منهكًا ويدخل عليك عباس ويقول لك حبيبي؟ تفضل، أنت تستحق كوب قهوة، ولولا الحياء لطبع قبلةً حانيةً على جبينك كالأمهات.

مشكلته الوحيدة أنه لا يعمل، لم يكن ينجز أي شيء على الإطلاق، لو أعطيته ورقة واحدة وقلت له دبّسها في ورقةٍ أُخرى لتظاهر بالموت أمامك حتى تذهب، إذا دخلت مكتبه سترى جبالًا من المعاملات التي لم تُنجز، بعضها من سنوات طويلة، لماذا ياعباس لم تنجزها؟


Kommentarer