الحمد لله، إن جعل مدح النبي صلى الله عليه وسلم تجارة هو أمر محرم ومخالف لتعاليم الإسلام. ينقسم مدح النبي صلى الله عليه وسلم إلى قسمين: القسم الأول هو المدح بما يستحقه النبي صلى الله عليه وسلم دون غلو، وهذا لا بأس به. أما القسم الثاني فهو المدح الذي يصل إلى درجة الغلو، وهو محرم ومخالف لنهي النبي صلى الله عليه وسلم.
يجب أن نلاحظ أن مدح النبي صلى الله عليه وسلم بما يستحقه هو من العبادة التي يتقرب بها المسلم إلى الله. لذلك، لا يجوز أن يتخذ هذا المدح وسيلة إلى الدنيا، كما نهانا الله تعالى في قوله: "مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (هود: 15-16).
لذلك، يجب على المسلمين أن يمدحوا النبي صلى الله عليه وسلم بما هو أهله من مكارم الأخلاق والصفات الحميدة، ولكن دون أن يتخذوا هذا المدح وسيلة إلى الدنيا أو يخرجوا به إلى درجة الغلو. والله الهادي إلى سواء الصراط.