الكلام الجنسي بين الزوجين عبر الهاتف يمكن أن يكون جائزًا بشرطين: ألا يسمع أحد هذا الكلام، وأن يأمن كل من الزوجين من الوقوع في شيء محرم بعد هذا الكلام، مثل الاستمناء. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك حذر من أن المباح قد يصبح محرمًا إذا ترتب عليه الوقوع في شيء محرم.
أما الكلام الجنسي مع غير الزوجة عبر الهاتف، فهو محرم بلا شك. فهل يرضى عاقل أن يُفعل هذا مع زوجته أو أخته أو ابنته؟ فكذلك الناس لا يرضونه لنسائهم. ويُخشى على من يفعل ذلك أن يعاقبه الله تعالى ويبتليه في أقرب الناس إليه.
يُسمى هذا النوع من الكلام "زنا اللسان"، وقد سماه الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك. ولكن ليس هو الزنا الحقيقي الذي هو الجماع ويُوجب إقامة الحد.
كفارة الكلام الجنسي مع غير الزوجة في الهاتف هي التوبة، وهي الرجوع إلى الله تعالى وإلى طاعته، والإقلاع عن معصيته، والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة إلى ذلك مرة أخرى. فمن تاب تاب الله عليه. ومن استمر على المعصية وأصر عليها، فيُخشى عليه أن يظلم قلبه ويسود، وينتكس، ولا يزال العبد ينتهك حرمات الله تعالى حتى يغضب الله عليه، فيخسر دنياه وأخراه.
والله أعلم.