• صاحب المنشور: ساجدة بن عزوز
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، لم تعد الحدود بين الواقع والعالم الإلكتروني واضحة كما كانت سابقاً. مع انتشار التكنولوجيا المتطورة وتزايد عدد مستخدمي الإنترنت حول العالم، أصبح الفضاء الافتراضي جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. هذا التحول ليس مجرد تغيير تقني بل هو تحول اجتماعي عميق يؤثر على كيفية تفاعلنا، تعليمنا، عملنا، حتى ثقافاتنا وأنظمة قيمنا.

التأثير الاجتماعي

​إن تأثير الإنترنت يتجاوز حدود الترفيه والتواصل إلى التأثير الكبير على تشكيل المجتمعات. يمكننا النظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمثال حي. هذه المنصات تقدم منصة للمستخدمين للتعبير عن آرائهم ومشاركة الأفكار والقيم. قد تبدو هذه العملية بسيطة ولكنها فعالة للغاية في تشكيل الاتجاه العام للأفراد والمجتمعات. على سبيل المثال، حملات الضغط الرقمي التي يتم تنظيمها بشكل متكرر أثبتت أنها قادرة على دفع السياسيين لاتخاذ قرارات بناءً على رأي الجمهور.

التعليم والتدريب المهني

​كما أعطى الإنترنت فرص جديدة للتعلم والتطور المهني. اليوم، أصبح بإمكان الشخص الحصول على دروس مجانية أو مدفوعة الأجر من أفضل الأكاديميات والمعاهد العالمية مباشرة من غرفته. بالإضافة إلى ذلك، سمحت البرامج التعليمية عبر الإنترنت بتوفير الفرص لأعداد أكبر بكثير من الناس للحصول على التدريب المهني.

العمل عن بعد

​من أكثر الآثار الواضحة لتلك التحولات هي زيادة العمل عن بعد. حيث لم يعد الموقع الجغرافي عائقًا أمام توظيف الأشخاص المناسبين. شركات مثل IBM, Apple, Google وغيرها الكثير تعتمد حاليًا بشدة على القوى العاملة عن بعد. وهذا يفتح أبواب الفرص للأشخاص الذين ربما لن يحصلوا عليها لو كان عليهم الانتقال جغرافيًا لقبول الوظيفة.

الثقافة والأعمال التجارية

​بالإضافة إلى ذلك، أحدث الإنترنت ثورة في طريقة عمل الأعمال التجارية. الشراء عبر الإنترنت بات خيارا شائعا لأغلبية السكان بسبب الراحة والسعر والجودة. أيضا، أدى الانفتاح الثقافي الذي جاء نتيجة سهولة الوصول إلى المعلومات والثقافات الأخرى إلى خلق مجتمع عالمي مترابط ومتنوع بشكل كبير.

وفي النهاية، فإن فهم كيفية تشكل المجتمعات عبر الإنترنت والفضاء الافتراضي أمر ضروري لفهم الماضي والحاضر واستشراف المستقبل. فما نفهمه الآن قد يكون مختلفاً تمام الاختلاف عما سنراه خلال العقود القادمة.