قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها". يشجع هذا الحديث المسلمين على تقدير نعم الله العديدة التي نملكها كل يوم. عندما تكون بصحة جيدة، آمنًا ومستقرًا، ولديك ما يكفي لتأمين غذائك اليومي، فإنك تمتلك جوهر الحياة كما هو موجود في الأرض.
يفسر علماء الدين مثل ابن حجر العسقلاني والألباني درجة هذا الحديث بأنه صحيح بناءً على مجموعة من الروايات المتعددة. وفقًا لهم، يجب اعتبار هذا الحديث موثوقًا به ومعناه واضح. يقصد بالآمان هنا عدم وجود خطر ضروري، سواء كان خارجيًا مثل الخوف من المعتدين أو داخليًا مثل الاضطرابات النفسية. بينما يشير الأمن أيضًا إلى سلامة الجسم والعقل؛ فهو حالة لا تعني فقط الإعفاء من الأمراض ولكن أيضا الوضوح الذهني والاستقرار النفسي.
ويقصد بالقوة اليومية تلك الاحتياجات الأساسية للأكل والشراب والكساء وما يحتاج إليه الشخص للعيش بشكل مناسب وصحيح. وعندما يتمتع المرء بكل هذه الأشياء ثم يبقى ممتنًا لهذا الرزق الذي وهبه الله إياه ويكون مستخدمًا له بطريقة توفر رضا الرب سبحانه وتعالى، يكون قد استوعب بالفعل روحانية المعنى الكامن خلف دعاء الرسول الكريم. إنها ليست مجرد عبارات جميلة وإنما رسالة عميقة حول كيفية الاعتراف ونيل البركة فيما منحنا إياه رب العالمين. وفي نهاية المطاف، تحثنا هذه التعاليم الإسلامية على الاحتفاء بالأشياء الصغيرة وتقدير نعمة الحياة نفسها بغض النظر عن الظروف الخارجية.