في الإسلام، يُعتبر تقسيم وقت الصلاة بين الفرائض والنافليات أمرًا مستحبًا ومستحسنًا. عندما تصلي فريضة ومن ثَمّ ترغب في أداء سنة أو نافلة، فمن المستحب لك تغيير المكان الذي صليت فيه أولاً. وهذا الأمر ليس فقط للتباعد الظاهر بين نوعي الصلاة، ولكنه أيضًا لزيادة عدد الأماكن التي ترتكز فيها أثناء السجود؛ حيث تعتبر هذه الأماكن "شهودًا"، مما يعطي فرصة أكبر للشخص أن تشهد له الأرض عند يوم الحساب.
هذا التقليد مستند إلى عدة أحاديث نبوية شهيرة. مثلاً، يقول حديث ذكره الإمام مسلم عن الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان: "إذا صليت يوم الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتحدث أو تخرج". هنا، يشرح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أهمية الانقطاع بين الصلاة المفروضة والصلاة الاختيارية. ويضيف النووي، وهو أحد علماء الدين المعروفين، بأن الخروج إلى مكان جديد هو الطريقة المثالية لتحقيق الفاصل، ولكن استخدام الكلمات كافي أيضاً لهذا الغرض.
أما بالنسبة لأبي هريرة، فقد نقل لنا حديثا يوضح ضرورة التنقل خلال الصلاة. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيُعجز أحدكم إذا صلى أن يتقدم أو يتأخر أو عن يمينه أو عن شماله ... يريد السبحات". هنا، يقصد السبحات هي السنن الرواتب التي تبقى بعد الفريضة الرئيسية.
هذه الأخلاق ليست فقط لتحديد الفرق بين أنواع مختلفة من الصلاة، ولكن أيضا لإعطاء كل عبادة طابع خاص بها واحتراماً مختلفاً. بالإضافة إلى ذلك، يرى البعض أنها طريقة للحفاظ على الزمان والمكان المقدسين للصلاة وتكريمهما بشكل مناسب. لذا، سواء كنت تنقل إلى غرفة أخرى في المنزل أو مجرد تحريك موقعك داخل المسجد، فإن فعل ذلك يساعد في تحقيق توقعات الدين الإسلامي بطريقة مناسبة.