في الثقافة المصرية التقليدية عند ولادة طفل جديد، تقدم بعض الأسر هدية مادية صغيرة، تسمى "الحلاوة"، للممرضات والعاملات بالمستشفيات تقديراً لهم لبشرتهم بالسليمة الآمنة للحمل الجديد. ولكن ما حكم الإسلام حول هذا الأمر؟ وهل تعتبر هذه الطريقة من مظاهر الرياء والسحت أم أنها جائزة ومشروعة؟
الإجابة هي نعم، إن تقديم هدايا للعاملين الذين يبشرون الخبر السار مثل مولود جديد أمر مستحسن وفقاً للشريعة الإسلامية. فعلى سبيل المثال، عندما أخبر جبريل النبي موسى بأن امرأة ستلد طفلاً سيكون لديه القدرة على إيصال رسالة الله، فقد ترك النبي موسى راحلته لتلك المرأة كتقدير منها.
كما ورد في صحيح البخاري وسنن ابن ماجه، فإن الصحابي كعب بن مالك -رضي الله عنه- نزع ملابسه وأعطاها لصاحب البشرى بتوبة الله عليه بعد خلاف حصل بينهما سابقاً بسبب تخلفه عن إحدى الغزوات بدون إذن. يشجعنا علماء الدين الكبار مثل الإمام البخاري والنووي وابن باز وغيرهم، على تبادل بشرى الخير مع الآخرين وتعزيز الروابط المجتمعية بهذه المناسبات. وبالتالي، يمكن اعتبار تقديم "الحلاوة" طريقة للتعبيرعن الامتنان والتقدير تجاه جهود هؤلاء العاملين. إنها ليست عملاً بسيطاً فقط ولكنه جزء مهم من ثقافتنا العربية والإسلامية التي تشجع الاحترام المتبادل والمشاركة في الفرح والأحداث المهمة بالحياة اليومية. لذلك، ليس هناك أي مانع شرعي من القيام بذلك ضمن حدود التأدب واحتشام النفس وعدم تجاوز الحدود المقبولة اجتماعياً ودينياً.