الحمد لله، إن الله تعالى حكيم في أفعاله، وهو أعلم بما فيه صلاح عباده. عندما اختار الله رفع عيسى عليه السلام إلى السماء حياً، لم يكن ذلك بسبب أنه أفضل من الأنبياء الآخرين مثل إبراهيم ومحمد وموسى ونوح عليهم السلام. كل نبي أعطي من المزايا والآيات ما يقتضي تفضيله على الآخرين.
اختصاص عيسى بالرفع إلى السماء حياً هو جزء من حكمته سبحانه وتعالى، وليس دليلاً على أفضلية عيسى على الأنبياء الآخرين. فالله تعالى له الحكمة البالغة والإرادة النافذة والقدرة الشاملة، وهو يختار ما يشاء من المزايا لكل نبي حسب حكمته.
لا ينبغي أن نستدل على أفضلية الأنبياء من خلال مزاياهم الفردية، لأن كل نبي أعطي ما يناسب زمنه وحاجة قومه. فاختصاص عيسى بالرفع إلى السماء حياً هو جزء من حكمته سبحانه وتعالى، وليس دليلاً على أفضلية عيسى على الأنبياء الآخرين.
وعلى المؤمن أن يتقبل هذه الأمور بحكمة وتسليم، وأن يركز على ما هو مهم في عقيدته وعمله، وهو ما يتعلق بشؤون العباد. هذا هو منهج الأنبياء والمرسلين، وطريق الخلفاء الراشدين وسلف الأمة المهديين.
والله أعلم.