• صاحب المنشور: ضحى الزوبيري
  
  ملخص النقاش:
  لقد أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) جزءًا متزايد الأهمية من المناظر الطبيعية التربوية العالمية. فهو يوفر فرصاً فريدة لتحسين جودة التعليم وتوفير الوصول إليه لعدد أكبر من الطلاب حول العالم. ومع ذلك، فإن رحلة AI في التعليم ليست خالية من التحديات أيضًا. فيما يلي نظرة تفصيلية على هذه الفرص والتحديات:

الفرص:

1. تخصيص التعلم: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل نقاط القوة والضعف لدى كل طالب وإنشاء خطط دراسية فردية تتناسب مع احتياجاته الخاصة. هذا النوع من تخصيص التعلم قد يؤدي إلى زيادة الفعالية والكفاءة في العملية التعليمية.
2. استشعار الحاجة للمساعدة: تستطيع تقنيات التعلم الآلي تحديد عندما يحتاج الطالب إلى مساعدة إضافية أو مزيدٍ من الشرح بشأن موضوع معين، مما يساعد المعلمين على التركيز على تلك المناطق الحرجة.
3. تحليل البيانات الكبيرة وتحويلها إلى معلومات ذات قيمة: يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل كميات هائلة من البيانات المتعلقة بأداء الطلاب لتقديم رؤى قيمة حول كيفية أدائهم وكيف يمكن تحسين تجربتهم التعليمية.
4. الوصول العالمي: توفر المنصات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي فرصة للحصول على تعليم عالي الجودة حتى لأولئك الذين يعيشون في مناطق نائية أو لديهم محدودية الوصول إلى المدارس التقليدية.

التحديات:

1. ضمان العدالة العرقية والجندرية والاجتماعية: هناك مخاوف حقيقية بأن الذكاء الاصطناعي قد يزيد من تعزيز العديد من التحيزات الموجودة بالفعل داخل النظام الحالي إذا لم يتم تطويره بطريقة تراعي المساواة بين الأشخاص المختلفين ثقافيًّا واجتماعياً وجنسانيًا وغيرها من المقاييس الاجتماعية المهمَّة. إن عدم الوعي بهذه المخاطر وعدم اتخاذ الخطوات اللازمة لحلها قد ينتج عنه نظام تعليم غير عادل أكثر منه الآن.
2. احترام خصوصية الأطفال: تعد قضية جمع واستخدام بيانات الطفل محلاً لنقاش مستمر بسبب أهميتها القصوى وأخطار تسريب المعلومات الشخصية للأطفال عبر الإنترنت. يجب وضع حدود وقوانين صارمة لحماية هذه الحقوق الأساسية أثناء دمج الذكاء الاصطناعي في البيئة التعليمية.
3. تأثير الوظائف البشرية: رغم أنه قد يتيح الوقت والمعرفة والمعونة للإنسان ليصبح أفضل معلم ممكن، إلا إنه كذلك يشكل تهديدا حقيقيا لوظيفة التدريس نفسها إذ ربما يحل المحاضرون الإلكترونيون محل بعض وظائف المعلمين البشريين بحلول المستقبل القريب نسبيا وفق تقديرات البعض.
4. تكلفة التنفيذ والصيانة: غالباً ما تكون حلول تكنولوجيا المعلومات الحديثة -وما بها الذكاء الاصطناعي منها بالتحديد- مكلفة للغاية بالنسبة للعديد من المؤسسات التعليمية خاصة الحكومية والدول الفقيرة والمحتاجة بشدة للتكنولوجيا لمساندتها بتعليم أبنائها وبناتها جيلا بعد آخر! وهذه العقبة المالية كبيرة وعائق كبير أمام انتشار فائدة الذكاء الصناعي الواسع خارج الدول الغنية ومؤسسات القطاع الخاص فيها أيضا والتي تمتلك موارد أعلى بكثير من مؤسسات الدولة العامة مثيلاتها بالعكس تماما .

إن الرحلة نحو الاستقرار والاستفادة المثلى من قدرات الذكاء الاصطناعي لأغراض تربوية هي مهمة تحتاج لدعم مجتمعي كافٍ وإعادة النظر بمبادرات التشريع والقانون الدولي الذي يسد الثغرات ويتصدى للاختلالات المحتملة ويضمن انفاذ حقوق الإنسان بشكل عام وضمان استثناءاتها المرتبطة بعمل الذكاء الاصطناعي ضمن منظومة التعلم تحديدا والأكثر حساسية وهي حق الملكية الفكرية ولوازم متعلقات الحياة اليومية للشباب الناشئة منذ سن مبكرة باتجاه عالم رقمي شديد التأثير عليهم وعلى مُستقبلهم بدون شك!!