- صاحب المنشور: غادة بن محمد
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهدنا تحولاً هائلاً في قطاع التعليم مع ظهور التعليم الإلكتروني. هذا النوع الجديد من التعلم يوفر فرصًا غير مسبوقة للوصول إلى المعلومات والمعرفة عبر الإنترنت، ولكنّه يأتي أيضًا بمجموعة من التحديات التي تحتاج إلى معالجة خاصة في العالم العربي.
التحديات:
- نقص البنية التحتية: أحد أكبر العقبات أمام انتشار التعليم الإلكتروني هو عدم كفاية شبكات الإنترنت والبنية الأساسية التقنية في العديد من المناطق العربية. هذه القيود قد تمنع الطلاب والمدرسين من الوصول الفعال إلى المواد الرقمية والتفاعل معها بشكل كامل.
- التفاوت الاجتماعي: هناك فجوة رقمية بين الأسر الغنية والأقل ثراءً فيما يتعلق بتوفير الأدوات والخدمات اللازمة للتعليم الإلكتروني مثل الحواسيب المحمولة والإنترنت عالي السرعة. هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الفوارق الاجتماعية الموجودة بالفعل.
- **الكفاءة اللغوية*: اللغة هي حاجز كبير آخر أمام نجاح التعليم الإلكتروني في المنطقة العربية حيث أنها ليست مجرد لغة متعددة اللهجات بل تحتوي أيضا على العديد من اللهجات العامية لكل بلد عربي مما يعيق تطوير موارد تعليمية موحدة عالية الجودة باللغة العربية الفصحى أو أي لهجة أخرى.
- القضايا الأمنية: الأمن السيبراني أصبح مصدر قلق رئيسي بالنسبة لنظم وأنظمة التعليم الإلكترونية العالمية والعربية خاصة بعد زيادة حوادث القرصنة وانتشار الهجمات الإلكترونية المتطورة والتي تستهدف البيانات الخاصة بالأفراد والجماعات العلمية.
- فعالية التدريس: بينما توفر المنصات الافتراضية عدد لا يحصى من الدورات وموارد التعلم المفتوحة المصدر عبر الانترنت فإن فعالية هذه الوسائل كمكمل مباشر لحاضر الفصل الدراسية مازالت محل نقاش وجدل علمي مستمر حول مدى قدرتها على تقديم تجربة تعليم ذات جودة مشابه لما تقدمه المدارس العادية خصوصا عند الأطفال الصغار الذين يحتاجون للتواصل الشخصي وتفاعلهم البدني لتكوين روابط اجتماعية وإتقان مهاراتهم الأكاديمية بحرية كاملة .
الفرص:
بالرغم من كل تلك المصاعب، إلا أنه هنالك فرصة كبيرة يتمثل بإمكانات الثورة الرقمية التي تسعى إليها معظم الدول العربية لتحقيق استراتيجيات التحول نحو مجتمع المعرفة الحديثة وذلك باستخدام تكنولوجيا المعلومات لإحداث تغييرات نوعية في مختلف القطاعات ومن ضمنها نظام التربية والتعليم الحكومي وكذلك الخاص منه أيضاً حيث تعمل جميع دول الوطن العربي حالياً وبشكل مكثف على بناء بيئة تعلم مميزة ومتكاملة تحمل اسم "بيئة التعلم الوطنية" والتي تعد نواة مشروع جديد يسمى "الحوسبة الوطنية". هدفه الرئيسي تمكين المؤسسات العامة والخاصة داخل الدولة الواحدة باعتماد أدوات تقنية رائدة تدعم عملية خلق محتوى رقمي غني يصل للمستويات المختلفة للمراحل العمرية وفق مستوى احتياجات مناطق مختلفة جغرافيا وشعبيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا... الخ بالإضافة لذلك، يُعتبر مجال الذكاء الاصطناعي واحداً من المجالات الجديدة الواعدة للغاية والذي يشهد ازدهارا كبيرا خلال الفترة الآتية إذ أنه سيحدث طفرة معرفية فارقة ستكون ذات تأثير عميق على طرق إيصال الأفكار والإبداع لدى منتجي المحتوى المعرفي وعلى فهم المُستقبل لديه كذلك الأمر وهو ما يؤكد أهميتها بالتطبيق العملي لقطاعات عدة منها التعليم وغيرها كتلك المرتبطة بحياة البشر اليومية المعتمدة الآن بشكل أساسي على استخدام الشبكة العنكبوتية لتنفيذ أعمال ورقاباتها المختلفة واستمرار تقدم المجتمعات بالعصر الحديث الآخذ بالإتساع بخطورة مذهله بكل يوم يخلفه الآخر!
وفي النهاية، رغم تحديات الانتقال نحو نموذج تعليمي قائم أساسا علي الاعتماد الكامل علي الجانب الإليكتروني لكن يبقى الواقع بأنه بات