في ظل تغير المناخ العالمي الذي يشهد زيادة ملحوظة في درجات الحرارة وارتفاع مستويات البحار وتحولات أخرى واضحة، تتعرض العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية لمجموعة متنوعة من التحديات الجديدة والمقلقة. هذه الظواهر المناخية غير المستقرة تؤثر بشكل كبير على توافر مصادر الغذاء, أماكن العيش وكيفية تكيف بعض الأنواع مع البيئات المتغيرة بسرعة.
الدراسات الحديثة التي أجريت في مجالات مختلفة كالأبحاث البيولوجية والجغرافية الإيكولوجية قد سلطت الضوء على عدة جوانب حاسمة لهذا الموضوع. أولاً, هناك أدلة قوية تشير إلى أن ارتفاعدرجات الحرارة يزيد من صعوبة الحصول على الطعام بالنسبة للحيوانات الصغيرة مثل الفراشات والحشرات الأخرى والتي تعتمد بشدة على درجة الحرارة للتأثير على نموها وتكاثرها ووجودها العام.
ثانياً, تستطيع بعض الأنواع الانتقال نحو مناطق أبعد شمالاً بحثاً عن ظروف أكثر برودة ولكن هذا ليس دائماً الحل الأمثل نظراً لقضايا توفر المغذيات ومنافسة الأنواع المحلية الموجودة أصلاً. بالإضافة لذلك، غالبًا ما تعمل التغيرات في نظام الطقس على تقليل قدرتها على التنقل مما يؤدي لتزايد خطر انقراضها.
بينما يبدو الأمر مظلما، إلا أنه يوجد أيضاً أمثلة مشجعة لكيفية اكتساب البعض الآخر لمقاومة أعلى تجاه تغير الظروف البيئية. فعلى سبيل المثال، تم تسجيل تغيير زمني لإنتاج البذور لدى بعض النباتات بحيث تتزامن مع فترات هطول الأمطار الآن متبدلة الزمن عوضا عن الاعتماد الثابت للأوقات القديمة وهذا يعطيها فرصة أكبر للاستمرار بالحياة رغم التغيرات المفاجئة.
إن فهم كيف ستستجيب الحياة البرية لهذه التحولات أمر بالغ الأهمية لاستراتيجيات الحفاظ عليها وعلى أنواعها المختلفة. ومع ذلك، يجب علينا العمل بلا كلل للحفاظ على بيئتنا الطبيعية وتعزيز الطرق الصديقة للبيئة لحماية مستقبلهم وحمايته أيضًا كمصدر أساسي للغذاء والأدوية والعناصر المهمة الأخرى لصحة الإنسان والرفاه الاجتماعي. إن الأخلاق الإنسانية تلزمنا باتخاذ القرارات الصحيحة اليوم لإعادة خلق عالم يمكن لأجيال الغد أن تنعم فيه بنقاءه وجماله كما كانت عليه دوائر حياة الأرض منذ القدم.