وردت مجموعة من الأحاديث الصحيحة في السنة النبوية المطهرة تحذرنا من خطورة الفترة بين غروب الشمس حتى زوال دُخان الغروب، حيث ينتشِر الشياطين وفقاً لهذه الروايات. وفي ظل هذا السياق، تشجعنا هذه التعليمات الدقيقة على اتخاذ احتياطات محددة لحماية أطفالنا وهوية ممتلكاتنا من الضرر المحتمل.
في حديث نبوي صحيح رواه جابر بن عبدالله، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "(إذا كانت جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبيانكم... فصلّوا عندما يأذن لكم)... وغلق أبوابكم وتذكروا اسم الله. فهذا ليس مجرد اقتراح، ولكنه تنبيه هام حول تصرفات الشياطين أثناء هذه الفترة". كما يشرح الحديث أهمية منع الصغير من التجول بحرية وعدم ترك المصابيح مفتوحة أو غير مغلفة الأشياء بشكل آمن.
ويركز العديد من علماء الإسلام على فهم طبيعتها الدعية لهذا النوع من النصائح؛ فهي ليست فقط للتأكيد على الطاعة ولكن أيضا تعليم وشكل أدب اجتماعي لتوجيه الأفراد نحو خلق حياة صحية وآمنة. يُمكن اعتبارها بمثابة إجراء وقائي ضد التأثيرات السلبية المحتملة للشياطين حسب معتقدات الدين الإسلامي.
لجنة الفتوى الدائمة تؤكد بدورها بأن جميع الأوامر الوارد ذكرها في النصوص النبوية تحمل طابع الاستحباب وليس الوجوب. وعليه، فإن تطبيق هذه الإجراءات بحسن نية واستمرار يعد طريقة جيدة للحفاظ على السلامة الشخصية والعائلية. إنها ليست فقط أمرا دينياً، بل أيضاً جزء مهم من الثقافة والتقاليد الإسلامية التي تسعى دوماً لتحقيق رفاهية الإنسان والحفاظ على كيانه النفسي والجسدي.
