- صاحب المنشور: الكتاني المرابط
ملخص النقاش:في عصرنا الحالي، أصبح دور التكنولوجيا أكثر بروزًا وأهمية في تشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي. هذا الأمر يصبح أكثر حيوية بالنسبة للدول النامية أو ما يعرف بالعالم الثالث حيث يمكن لهذه التقنيات الحديثة أن تساهم بشكل كبير في تحقيق نمو اقتصادي مستدام. ولكن بالتوازي مع الفوائد الواضحة للتكنولوجيا مثل زيادة الإنتاجية وتوفير فرص عمل جديدة، هناك تحديات كبيرة تواجه البلدان التي تسعى للتنمية، منها القدرة على الوصول إلى هذه التقنيات واستغلالها بكفاءة، والتغيرات الاجتماعية والمؤسسية الضرورية لتكييف الأسواق المحلية مع متطلبات العصر الرقمي.
على سبيل المثال، بينما تعتبر الإنترنت مصدرًا هائلًا للمعلومات والمعرفة، إلا أنها قد تؤدي أيضًا إلى تفاقم فجوة الثروة والعزل الاجتماعي إذا لم يتم تصميم السياسات العامة بطريقة فعالة لمعالجتها. بالإضافة إلى ذلك، الحاجة إلى إعادة تدريب القوى العاملة بمستويات مهارات أعلى تتوافق مع المتطلبات الجديدة للسوق العالمية تعد تحدياً كبيراً آخر. أخيراً وليس آخراً، فإن البنية التحتية اللازمة لدعم تقنيات الجيل التالي - مثل شبكات 5G والألياف الضوئية واسعة النطاق - هي استثمارات مكلفة تحتاج إلى خطط طويلة الأجل وموارد مالية جيدة لإدارتها.
بشكل عام، يتطلب بناء نظام تكنولوجي قوي ومتنامٍ في العالم الثالث ليس فقط الاستثمار في البنية الأساسية ولكن أيضاً في التعليم المهني المستمر وبرامج الدعم المجتمعي الشامل. إن التركيز المشترك على تطوير البشر والبنية التحتية سيحققان توازنًا حقيقيًا بين التقدم التكنولوجي والازدهار الاقتصادي، وهو هدف أساسي لكل دولة تهدف إلى رفع مستوى دخل مواطنيها وتحسين جودة حياتهم.