(ذكر الخليفة العباسي العادل الظاهر بن الناصر)
في عام ٦٢٢ للهجرة، لما توفي الخليفة الناصر لدين الله، كان قد عهد إلى ابنه أبي نصر محمد هذا، ولقّبه بالظاهر، وخطب له على المنابر، ثم عزله عن ذلك بأخيه علي، فتوفي في حياة أبيه سنة ثنتي عشرة، فاحتاج إلى إعادة الظاهر لولاية العهد? https://t.co/KM75TV846L
فخطب له ثانيا، فحين توفي بويع بالخلافة، وعمره يومئذ ثنتان وخمسون سنة، فلم يلِ الخلافة من بني العباس أسنّ منه، وكان عاقلاً وقوراً ديّناً عادلاً محسناً، رد مظالم كثيرة، وأسقط مكوساً كان قد أحدثها أبوه، وسار في الناس سيرة حسنة، حتى قيل: إنه لم يكن بعد عمر بن عبد العزيز أعدل منه
لو طالت مدته، لكنه لم يحل إلى الحول، بل كانت مدته تسعة أشهر، أسقط الخراج الماضي عن الأراضي التي قد تعطلت، ووضع عن أهل بلدة واحدة وهي يعقوبا سبعين ألف دينار كان أبوه قد زادها عليهم في الخراج، وكانت صنجة المخزن تزيد على صنجة البلد نصف دينار في كل مائة إذا قبضوا وإذا أقبضوا دفعوا..
بصنجة البلد؛ فكتب إلى الديوان: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ
الْعَالَمِينَ} [المطففين: 1-6].
فكتب إليه بعض الكتاب يقول: يا أمير المؤمنين، إنّ تفاوت هذا عن العام الماضي خمسة وثلاثون ألفاً، فأرسل ينكر عليه ويقول: هذا يترك وإن كان تفاوته ثلاثمائة ألف وخمسين ألفاً، رحمه الله.
وأمر للقاضي أن كل من ثبت له حق بطريق