العورة هي الجزء الذي يستر الإنسان نفسه عنه بسبب الخجل والحياء، سواء كان رجلًا أو امرأة. وفقًا للإسلام، هناك مناطق محددة تعتبر عورة لكل منهما: بالنسبة للرجال، فإن عورتكم تبدأ من السرّة وتنتهي عند الركبتين؛ أما النساء فكل أجسادهن عورة ما خلا وجههما وكفوفهما.
سترة العورات أمر ضروري وصحيح للمشاركة بصلاة كاملة وقبولها حسب تعاليم الإسلام. وقد ورد ذكر هذه المسألة في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. وفي حديث نبوي شريف رواه الإمام البخاري ومسلم، عندما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بأن رجلاً يشك فيما إن كانت هناك مشكلة في صلاته نتيجة رؤية خاطئة، أكد الرسول أنه ينبغي عدم الإنصراف حتى يتم التأكد بشكل واضح مما إذا كانت المشكلة موجودة بالفعل أم أنها مجرد وهم. وهذا يعكس أهمية التركيز والبقاء ثابتاً خلال أداء الصلاة.
في حالة دخول الشخص الصلاة مع وجود سترة للعورة ولكن لاحقا بدأ يشعر بالشك حول ما إذا كانت قد تم الكشف عن أي جزء منه، فعليه حينئذ التخلص من هذا الشعور والتأكيد على اليقين السابق بأن العورة مغطاة ولا يوجد تغيير ملحوظ.
ومن أجل تجنب مثل هذه المواقف غير المرغوب فيها، من المستحسن اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل بدء الصلاة، حيث ارتداء ملابس مناسبة وخالية تمامًا من المخاطر المحتملة لتسحب الجسم أثناء حركة القيام والركوع والسجود وغيرها مما يؤدي بكشف بعض نواحي الجسم المحرم رؤيتها أمام الآخرين أثناء الصلاة. وعلى الرغم من اجتماع الفقهاء والأصوليين على اعتبار ستر العورات شرطًا أساسيًا لإقامة الصلاة الصحيحة، إلا أن فهم طبيعة وشروط ومعايير تحديد تلك المناطق يبقى محل دراسة وتحليل لدى مختلف المدارس والمذاهب الإسلامية المختلفة حسب الترجيحات الفقهية الخاصة بكل مدرسة ومنهج.