اليود عنصر حيوي يلعب دوراً أساسياً في صحة الإنسان، خاصة فيما يتعلق بغدته الدرقية. هذه الأخيرة هي المسؤولة عن إنتاج هرموناتها التي تحكم العديد من العمليات الحيوية داخل الجسم مثل عملية التمثيل الغذائي, النمو, وحتى الصحة النفسية. يعتبر اليود ضروريا لتشكل الهيروين الثايروكسين (T4) والثايرويدول (T3), وهما الهرمونان الرئيسيان اللذان تنتجهما الغدة الدرقية.
في السنوات الحديثة، اكتسبت العلاقة بين نقص اليود وصحة الغدة الدرقية اهتماما كبيرا. وفقاً للمنظمة العالمية للصحة, حوالي 2 مليار شخص حول العالم يعانون من نقص معتدل إلى حاد في استهلاك اليود, مما قد يؤدي إلى حالة تسمى خمول الغدة الدرقية (Hypothyroidism). يمكن أن تتضمن الأعراض الشائعة لهذا الخلل فقدان الوزن غير المتوقع, الشعور بالتعب والإرهاق المستمر, الصداع, واحتباس الماء.
بالإضافة إلى ذلك, هناك دليل متزايد يشير إلى دور محتمل ليود الزائد أيضا في مشاكل صحية متعلقة بالغدة الدرقية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism). بعض الدراسات أظهرت ارتباطا بين مستويات عالية جدا من تناول اليود والتسبب في حالات نادرة ولكن خطيرة من تضخم الغدة الدرقية السام البؤري (SPFH).
ومع ذلك, يجب التنويه أنه بينما يمكن لنقص اليود أن يكون له تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الغدة الدرقية, فإن معظم البلدان اليوم تقوم بإضافته بشكل طوعي إلى الملح الصناعي كمصدر أساسي للإمداد بهذه المغذيات الضرورية. هذا البرنامج الفعال للتغذية الإضافية أدى إلى تقليل كبير في معدلات الأمراض المرتبطة بنقص اليود.
بشكل عام, يبقى توازن اليود أمرا حيويا لصحة جيدة للغدة الدرقية. الاستشارة مع محترفين الرعاية الصحية أمر مهم للحصول على توصيات شخصية بشأن ما هو الأنسب لكميات وتوافر هذا العنصر بالنسبة لكل فرد.