النقاش الذي بدأ على منصة "تونس اكتر" يحمل في طياته مخاوف جادة تبلغ المجال الطبي والصحي، حيث يُعتبر الدور الذي تلعبه صناعة الأدوية في "تخليق" أمراض لم تكن موجودة بشكل سابق. يتساءل المستخدم "sabri.benfatenh" عن طبيعة هذه الأمراض وما إذا كان يمكن اعتبار تصنيفها بشكل صحيح. مثال مُقدم في الموضوع، هو حالة "السكري النوع 2" الذي أصبح يعتبر ظاهرة شائعة خلال الـ40 سنة الماضية.

آفاق التغير والمخاطر

يُشير بعض الأصوات في المنتدى إلى أن هذه الظاهرة ليست جديدة، حيث كانت "السكّور" أو ما يعرف الآن بـ"السكري" مُعتبرة في الماضي من بين الأمراض التي تخص قليلًا، لتتحول الآن إلى أزمة صحية عامة. يُلاحظ هذا التطور كجزء من مشكلات أوسع في المجال الصحي نتيجة لإدخال بروتوكولات طبية جديدة وتقنيات تشخيص متقدمة، التي قد تؤدي إلى تضخيم عدد الأمراض المسجلة. يعزى هذا التطور أحيانًا لرواج استهلاك المشروبات غير الصحية والتغير في نمط الحياة، مما يدفع الأطباء لتوسيع دائرة التشخيص.

منظور اقتصادي

يُعرّف المستخدم "Hassine Ghayet" هذه الظاهرة بأنها جزء من مشكلات "السوق التجارية للأمراض"، حيث يتم تعبئة الحياة كلها أمام السلع والخدمات. هذا المنظور يُشير إلى أن بعض المؤسسات قد استفادت من زيادة التشخيصات لأغراض تجارية، حيث تم نقل الكثير من الأبحاث الطبية إلى شركات خاصة تستغل هذه المعلومات في سبيل زيادة أرباحها.

التشخيص كعامل ربح

تُبرز النقاشات أن التشخيص لم يعد مجرد وسيلة لتحديد الأمراض، بل أصبح جزءًا من استراتيجية تجارية. يُذكر "Mourad H" أن هناك حالات كثيرة مثل "فقر الدم" و"عدوى الفطر في الأظافر" التي لم تعد مُحدّدة بشكل دقيق، بل أصبحت تُستخدم كوسائل لبيع منتجات معينة. هذا يثير الأسئلة حول نزاهة ومصداقية المرافق الطبية التي قد تكون على استعداد لـ "إحضار" شخص ما إلى دوره كمريض من أجل بيع الأدوية.

الخلاصة والتفاؤل

بالنهاية، يُظهر المستخدم "سامي احمدي" تشاؤمًا بشأن ماضي هذا النوع من الممارسات التجارية في صناعة الصحة. على الرغم من أنه يُلاحظ وجود تقدم، إلا أن المشكلات الأخلاقية لا تزال قائمة حيث تتبع بعض الهيئات مصالحها التجارية على حساب الرفاهية والصحة العامة. يُظهر هذا النقاش المستمر أهمية اتخاذ خطوات نحو تعزيز الشفافية والمصداقية في مجالات التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في كيفية تأثير المصالح التجارية على قرارات صحتنا.

من خلال هذه النقاشات، يُستدعى الانتباه إلى ضرورة موازنة بين تقدم التكنولوجيا والحفاظ على أخلاقيات الممارسة الطبية لضمان حماية صحة الأفراد من مصلحة تحقيق الأرباح بشكل غير أخلاقي.