هل يرد الدعاء القدر؟
في رمضان من كل عام أتذكّر تلك الحادثة الكئيبة التي واجهت، سنة ٢٠١٢ وفي آخر فصل دراسي لي رسبت بمادة، وكنت وقتها قد قُبلت في وظيفة وكانوا بانتظار الوثيقة لأباشرها، لكن أنا رسبت، كيف؟! في تاريخي الدراسي كلّه لم يسبق لي أن رسبت، قالوا لي مقدّر ومكتوب.
تخيّلوا معي، أن تكون طالباً يعيش آخر أيامه في كلية الهندسة، وبمعدل جيد جيداً، تأتيك مكالمة في الإسبوع الثاني من الاختبارات النهائية من واحدة من أعظم الشركات في الرياض لتخبرك بأن هناك عرض مالي سخي جداً في بريدك الإلكتروني ينتظر موافقتك الكريمة.
أنا للحين ما تخرجت، أخبرت موظف الموارد البشرية اللطيف جداً على عكس البقية ممن يشغلون هذه الوظائف -أعتذر- لكن معظمكم هكذا، فرد عليّ برد أحسست معه أنني أحد عباقرة الهندسة: ميخالف تميم ننتظرك تجيب الوثيقة وترتاح أسبوعين ثلاثة بالكثير وتباشر، من قدك؟
إي والله من قدي.
لكن ما حدث صيف تلك السنة أصابني بصدمة قوية وفتّاكة، أن ترسب أي أن تضيع فرصة العمر هذه، سأتأخر عن أقراني، سأضطر لانتظار الصيف كاملاً لاستحالة نزول هذه المادة في الفصل الصيفي، ثم أدرس مادة واحدة في فصل دراسي يمتد لأربع أشهر وأبحث عن وظيفة أخرى هي لن تبحث عني كما يحصل الآن.
دعوني أتوقف لأتحدث عن هذه المادة قبل أن أكمل ماذا حدث بعد ذلك، كان مقرراً في حل المشكلات الإدارية والهندسية، ليس فيه اختبارات فصليّة أو نهائيّة، بل تقييم مستمر لمدى براعة الفريق المكوّن من ثلاث طلاب في حل المشكلة، فالنجاح نجاح للفريق والعكس صحيح.